} تكمن القيمة الأساسية لأغاني أو اشعار الغجر في انها تنقل لنا الأصالة والحقيقة الموضوعية بشكل مباشر ومن دون تجميل أو زخرفة للملحقات، فهي وليدة إشعاع لحظتها. تتميز بالطفولة والسذاجة والبساطة وتعكس طبيعة الغجر في عادات التجوال وسرقة الخيول والفقر والجوع والغيرة والحب. اشعار الغجر هي مثل اشعار أي شعب آخر له أدواته ومناخاته الشعرية الخاصة. انها لم تظهر لنا عبر وسيط من المصادر الأدبية أو الشعراء الاعلام وانما تناقلتها شفاه مغني الغجر من جيل الى جيل حتى وصلت الينا بهذا الشكل. الفارس وحصانه بعيداً سافرت. بعيداً. لم أسق حصاني ماءً متعب حصاني، يكاد يموت تحت سرجه. اشجعه بصوت رقيق اناغيه مثل طفل وأقول له أني أحبه. متعب حصاني، متعب حتى الموت. بعيداً مضينا، بعيداً. أبيض من الرغوة، وعرفه ينضح عرقاً. يئن تحتي. أتوسل اليه ان يصبر. أقول له: إجر أيها الطيب، قريباً سنصل البيت. يميل برأسه، يتطلع اليّ، بعينين مثل عيني أمي العيون الطيبة تستطيع ان تكون جدّ حزينة. بعيداً مضيت. بعيداً. لم أسق حصاني ماءً إجر أيها الطيب! خلف الجبل حيث الخيمة البيضاء، خيمة الجميلة. وحيث نبع الماء والشوفان الذهبي، تغور بهما حتى الجبين. بوابة السجن كيف يمك ان يكون: خمسون عاماً وانا أجول حول العالم ولما أبلغ الرشد. خمسون عاماً أتراك تعلم كم تكون أيامها والليالي؟ خمسون عاماً! هه، سأموت من الحزن يقولون: قد أبلغ الرشد، الآن حيث أنا في السجن. كيف يمكن ان يكون! أقول لهم بأدب: لا تحزنوا من أجلي أنا هكذا مثلما أنا لكنني أعلم أنهم لن يتركوني. خمسون عاماً! أقول أتراكم تعلمون كم هي أيامها والليالي؟ اسألوا طائر الوقواق عن كلماتي السلسلة الرقيقة تصلصل وتنغلق بوابة السجن * * * أجل، عندما أصبحت راشداً بكى ظهري وبكت يداي وبين الضلوع يتأرجح القلب مثل ورقة جافة على ساق شجرة خريفية وعندما أصبحت راشداً تلاشى السجن مثل سحابة محطمة لا لون له أو رائحة التهم نفسه من الجوع. * * * كنت مضجعاً على الألواح أبداً سوف لن استطيع ان أحني ظهري بعد من أجل عقب سيجارة مرمية، من أجل ورقة نقود ضائعة، أو تفاحة ساقطة. هكذا غدوت راشداً. الغجر الأغنياء والغجر الفقراء الغجر الأغنياء لديهم خيول ناصحة، مطهمة اللجام مزينة بالأجراس. يمتطون خيولاً مسروقة ويجولون بها حول هذا العالم الجميل. أما نحن الفقراء فنمتطي الخيول الهزيلة ذات الطواقم المهلهلة بلا حدوات لامعة. الدرك ولص الخيول في الطريق الى "تمسفار" أمسكني رجال الدرك إثنان يضربانني والثالث يسأل: أين الخيول؟ الخيول المسروقة بعت الخيول يا سيدي. فأين إذن النقود، أيها اللص اللعين؟ لقد أكلت وشربتُ والنصف الآخر يا سيدي أعطيته لك! أمينة آه، لو كنت طيراً أطير أنى شئت. لسقطت على قدرٍ، قدرٍ كبير. لالتهمت اللحم حتى التخمة لالتقطت لي قطعة وانطلقت بها الى المروج لئلا يشاهدني أحد، ولأستطيع أن أشبع جيداً. * * * آه، لو كنت خفاشاً وسقطت من الأعلى على صدر امرأة! آه، لو كنت خفاشاً المرأة بيضاء وأنا اسمر. ترنيمة نوم وضعت المهد تحت شجرة الأجاص لقد ولد الطفل معافى المطر يهطل فيغتسل به الأوراق تتهاوى فتغطيه. المعزة تمرق لترضعه. والريح تهب فتهدهده نمْ يا صغيري، نمْ هادئاً إصغ إلى أمك ولا تبكِ إباء مرحى، اماه، أنا فتى غجري ستة خيول أسوقها أمامي * * * مرحى، أماه، أنا لستُ فتى عجرياً فخلفي تسير فأرة، حزينة منكسة الرأس. ترجمة: نامق كام