} صعد الأطلسي غاراته على يوغوسلافيا، مؤكداً عدم وجود أدلة على انسحاب جزئي للقوات الصربية من كوسوفو، بل ان هذه القوات كثفت هجماتها ضد المقاتلين الألبان في الاقليم. وجاء التصعيد في وقت هددت الصين بعرقلة أي تسوية للأزمة في الأممالمتحدة إذا استمرت الغارات. موسكو، واشنطن، بكين - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - صعد الاطلسي غاراته على يوغوسلافيا امس الثلثاء مؤكداً استمرارها الى ان يذعن الرئيس اليوغوسلافي لمطالب المجتمع الدولي بشأن كوسوفو. واعلن الحلف عدم وجود دلائل لدى الاطلسي على "الانسحاب الجزئي" من كوسوفو الذي اعلن عنه الجيش اليوغوسلافي اول من امس، خصوصا وان القوات الصربية كثفت هجماتها على جيش تحرير كوسوفو امس. كذلك تجاهل التصعيد الاطلسي تهديد الصين ب "عرقلة اي تسوية سياسية في الاممالمتحدة للأزمة اذا لم تتوقف الغارات فوراً". وجاء ذلك في وقت فشلت الديبلوماسية الصينية في اقناع مجلس الامن بادانة الغارات التي اصيبت خلالها سفارتها في بلغراد. ورفضت الصين اعتبار الحادث مجرد "خطأ ناتج عن استخدام خرائط قديمة"، حسب آخر تفسير قدمه الاميركيون. واعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي يزور بكين اليوم سيحض الاخيرة "بشكل ملح" على عدم تنفيذ تهديدها بعرقلة جهود السلام في كوسوفو. وعلى رغم النبرة المرتفعة في الخطاب الرسمي الصيني، رفع المتظاهرون في بكين الحصار عن السفارتين الاميركية والبريطانية امس، بعد ثلاثة ايام من الاحتجاجات الشعبية العارمة على قصف السفارة الصينية في بلغراد. وجاء ذلك في وقت اذاعت وسائل الاعلام الصينية الرسمية للمرة الاولى اعتذار الرئيس الاميركي بيل كلينتون عن الحادث. ودعت موسكو الى "التعامل بجدية" مع اعلان بلغراد سحب جزء من قواتها من كوسوفو. واكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان بلاده ترفض تحويل الاقليم الى "محمية" دولية. واثر لقاء مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين امس، قال ايفانوف ان الوضع في البلقان يثير قلقاً متزايداً وينطوي على "عواقب وخيمة للغاية"، اذا لم تتوقف الغارات. واعتبر مبادرة بلغراد برهاناً على "حسن النيّة" وذكر ان رفضها من جانب الاطلسي، يعني ان الحلف "لا يريد التسوية السياسية بل حتى لا يريد تحقيق الاهداف التي لم تعلن عنها بروكسيل حتى الآن". ورفض الوزير الروسي اقتراح ان يتولى الاتحاد الاوروبي ادارة كوسوفو موقتاً، واعتبر ذلك "ستاراً لاقامة محمية دولية". وشدد على ان اي حل سياسي ينبغي ان يراعي سيادة يوغوسلافيا. وأعلنت وسائل الاعلام الصربية ان الغارات الأطلسية طاولت اهدافاً عدة في انحاء يوغوسلافيا امس. وأسفرت احداها في منطقة نيش الصناعية عن اصابة اعضاء وفد رفيع المستوى أرسله ميلوشيفيتش لتفقد الاضرار في المنطقة. وفي الوقت نفسه نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الأطلسي ان الحلف يعتزم البدء بمرحلة جديدة من الغارات على يوغوسلافيا انطلاقاً من قواعد في تركياوهنغاريا، وان الهدف هو محاصرة يوغوسلافيا عسكرياً وزيادة الضغوط السياسية على الرئيس اليوغوسلافي. وأوضحت الصحيفة ان المشروع يهدف الى شن غارات جوية على شمال يوغوسلافيا انطلاقاً من هنغاريا وعلى شرقها انطلاقاً من تركيا. وأعلن مسؤولو الأطلسي ان "الدفاعات الجوية المتبقية لدى يوغوسلافيا من طراز "اس اي - 6" و"اس اي - 3" والتي لا تزال تعمل، يقدر عددها بنحو عشرين فقط.