تكثفت المشاورات بين مجموعة الدول الصناعية السبع وروسيا في إمكانات تطبيق خطة ألمانية لإحلال السلام في كوسوفو. وقال ناطق باسم الخارجية الألمانية ل"الحياة" امس الاربعاء إن الخطة التي قدمها وزير الخارجية يوشكا فيشر نوقشت من قبل وزراء خارجية حلف الأطلسي قبل يومين في بروكسيل وحظيت بتأييدهم. كما أنها وضعت بعد مشاورات مكثفة مع المسؤولين الروس خلال الأيام القليلة الماضية. وتتألف الخطة من ست مراحل يؤدي تطبيقها إلى وقف العمليات العسكرية من قبل مختلف الأطراف. وتنطوي هذه المراحل على وجوب اتفاق الدول المذكورة على مشروع قرار يتخذه مجلس الأمن ويحدد متى وكيف تتوقف العمليات العسكرية من قبل مختلف الأطراف ويعود المشردون إلى ديارهم على أساس انسحاب كل القوات اليوغوسلافية من كوسوفو ونزع سلاح "جيش التحرير" ووضع الإقليم تحت إدارة دولية مؤقتة الى حين التوصل إلى حل سياسي. وبعد مرحلتي الاتفاق على المشروع واتخاذ القرار، يعرض على حكومة بلغراد التي ينبغي عليها المبادرة على اثر ذلك ببدء سحب قواتها من كوسوفو في مقابل قيام حلف الأطلسي بوقف غاراته الجوية لمدة 24 ساعة. ويستمر الحلف في وقف الغارات طالما استمرت بلغراد بسحب قواتها. ويتم وقف هذه الغارات تماماً مع سحب القوات اليوغوسلافية بشكل كامل. وفي وقت يتم سحب القوات اليوغوسلافية، يلتزم جيش تحرير كوسوفو بوقف عملياته الحربية وإخلاء مواقعه لتنتشر فيها قوات السلام الدولية التي ستسيطر على كامل أراضي الإقليم وتنزع سلاح الجيش المذكور. وينبغي لهذه القوات أن تتمتع بقوة ضاربة وقادرة على فرض الأمن عند الضرورة. وحسب مصادر الخارجية الألمانية فإن الروس سيلعبون دوراً مهماً على صعيد تشكيل القوات. غير أن الخطة لا توضح الجهة التي ستتولى قيادة القوات. وفي هذه الأثناء يقوم حلف الأطلسي بالمرحلة الرابعة وهي إرساء دعائم الأمن بواسطة قواته الجوية والبرية. ويشمل ذلك بالإضافة إلى كوسوفو، مقدونيا وألبانيا. وهل يتعارض ذلك مع مهام قوات حفظ السلام الدولية الخاصة بكوسوفو؟ اجاب الناطق باسم الخارجية الألمانية أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بمراقبة جوية مستمرة على غرار تلك التي يقوم بها الحلف فوق البوسنة. وكانت يوغسلافيا وافقت في السابق على مثل هذه المراقبة. وفي المرحلة الخامسة، يبدأ نشاط منظمات الإغاثة الدولية. ويليها في مرحلة سادسة عودة المشردين وإعادة بناء مدنهم وقراهم ومقومات عيشهم. وتأمل الخارجية الألمانية برد إيجابي على الخطة من قبل الحكومة اليوغوسلافية ، خصوصا وأنها لا تشترط كما كان عليه الأمر سابقاً انسحاباً كاملا لقواتها من كوسوفو قبل قيام حلف الأطلسي بوقف غاراته الجوية. وفي الوقت الذي يكثف فيه الألمان جهودهم الديبلوماسية بالتنسيق مع حلفائهم ومع الجانب الروسي، أعلن أن غريغور غيزي رئيس كتلة نواب الحزب الديمقراطي الاشتراكي توجه إلى بلغراد في زيارة استطلاعية. وقال غيزي في تصريح له صباح امس أنه سيلتقي بالشخصيات الدينية المسيحية والإسلامية في يوغوسلافيا. ودعا إلى زيادة دور هذه الشخصيات على صعيد البحث في سبل السلام. ومن المتوقع أن يلتقي النائب الالماني بالرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش في بلغراد للتشاور في كيفية إيجاد مخرج للحرب التي مضى على اندلاعها أكثر من ثلاثة أسابيع.