وقع 146 نائباً في مجلس الشورى البرلمان الإيراني عريضة موجهة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي تطالب بالعفو عن الرئيس السابق لبلدية طهران غلامحسين كرباستشي الذي بدأ الخميس الماضي تنفيذ عقوبة بالسجن سنتين. وناشد هؤلاء النواب خامنئي أن "يأخذ في الاعتبار الخدمات الجليلة التي قدمها كرباستشي للنظام والبلاد والبلدية خلال العقدين الماضيين، وكذلك نضاله في عهد الشاه البائد". ويعني توقيع النواب ال146 العريضة وانحيازهم إلى الكتلة الموالية للحكومة ان المحافظين فقدوا الغالبية في البرلمان 270 نائباً من دون انتخابات. وأشار موقعو العريضة إلى أن التهمة الوحيدة التي بسببها دين كرباستشي بالسجن سنتين هي أنه استخدم صلاحياته القانونية في منح امتياز بخمس قطع أرض لخمسة مسؤولين في البلدية. واعتبروا ذلك "تدبيراً شائعاً بين مؤسسات كبرى كالبلدية"، علماً ان رؤساء مؤسسات مماثلة في إيران أو مديريها يقتطعون دائماً نسبة 5.0 في المئة من الموازنة العامة للمؤسسة وينفقونها في ما يرونه مناسباً. واستند كرباستشي في دفاعه أمام المحكمة إلى ان هذا الاجراء كان بعلم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وأجازه وزير الداخلية. لكن المحافظين واصلوا حملتهم على عمدة طهران السابق ومؤيديه وأنصار الحكومة واتهموهم ب"الامعان في انتهاك القوانين والترويج للفوضى والدفاع عن مجرم في حق الدولة والشعب". ورأت صحيفة "طهران تايمز" القريبة إلى جهات عليا محافظة أن كرباستشي "استغل الأموال العامة وتبنى سياسة محاباة ومحسوبية تشكل جريمة ضد الأمة الإيرانية وضربة قاسية للثورة". وانتقدت ضمناً من يدافعون عنه. في الوقت ذاته نشرت صحيفة "همشهري" المواطن التابعة لبلدية العاصمة قائمة بأسماء مسؤولين في الإدارة المركزية والأقاليم وولاة مناطق أعلنوا تأييدهم كرباستشي، مطالبين بالعفو عنه. ولوحظ وجود اسماء وجوه بارزة في بعض الوزارات، في مقدمها نائب وزير الداخلية للشؤون السياسية مصطفى تاج زادة، ونائب وزير الخارجية للثقافة والبحوث والتعليم صادق خرازي، ونائب وزير الخارجية للعلاقات الدولية محمد جواد ظريف. ولوحظ ان كبار المسؤولين في معظم الوزارات وقعوا عريضة بدعم رئيس البلدية المخلوع، لكن اللافت العريضة التي وقعها النواب ال146، إذ يعني هذا الرقم الذي أوردته صحف طهران ووكالة الأنباء الإيرانية أمس ان اليمين المحافظ فقد غالبيته النيابية عدد أعضاء مجلس الشورى 270 نائباً، وان معظم النواب المستقلين الذين شكلوا دائماً الكفة المرجحة للمحافظين أو تحالف الاصلاحيين في المجلس انحازوا إلى الكتلة الموالية للحكومة، كما حصل في جلسة التصويت على سحب الثقة من وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني، والتي اخفق خلالها المحافظون في عزله بسبب دعم المستقلين له. إلى ذلك، نقلت صحيفة "كيهان" المسائية أمس عن مسؤول قضائي تأكيده أن ملف كرباستشي لم يغلق على رغم سجنه. وذكر ان المحكمة ستنظر لاحقاً في شكاوى مواطنين يتهمونه ب"التصرف في أموال عامة وتخريب بساتين وحقول واعتداء على حقوق مواطنين".