اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الانسحاب الجزئي من كوسوفو الذي بدأت القوات اليوغوسلافية تنفيذه امس، اجراء غير كافٍ ولا يستجيب الشروط التي وضعها حلف الاطلسي لوقف ضرباته على يوغوسلافيا. وحذرت من ان الانسحاب مناورة تهدف الى احداث انشقاق في صفوف التحالف الغربي. وبررت بلغراد الانسحاب بأنه نتيجة استكمال العمليات ضد جيش تحرير كوسوفو وزوال الاخطار الخارجية، الامر الذي يمكن من اعادة حجم قواتها الموجودة في الاقليم الى ما كان عليه قبل تأزم الوضع هناك راجع ص 7. وجاءت هذه التطورات في وقت لم تنته ذيول حادث قصف السفارة الصينية في بلغراد، اذ اضطر الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى تجديد اعتذاره للصين متعهداً المضي في تعزيز العلاقات بين البلدين. كما اشار الى ان التحقيقات جارية لتحديد اسباب "الخطأ المأسوي" وتفادي تكراره. وتزامن ذلك مع وصول المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين الى بكين لاجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين في محاولة لاستعادة دعمهم مبادرة يجري العمل على اعدادها في مجلس الامن لاطلاق مشروع حل ديبلوماسي لكوسوفو. وخيمت انباء الانسحاب الجزئي للقوات الصربية على مشاورات مغلقة عقدها المجلس مساء للنظر في طلب الصين اصدار موقف رسمي من تعرض سفارتها للقصف. كما راقبت اوساط الاممالمتحدة الانسحاب لدراسة مدلولاته على محاولات تشكيل قوة دولية تشرف بتفويض من مجلس الامن على عودة اللاجئين الى كوسوفو. وابلغ مصدر مطلع في بلغراد "الحياة" ان البيان الذي اصدرته قيادة الجيش اليوغوسلافي صيغ بالتعاون مع مبعوث الاممالمتحدة ياسوشي اكاشي الموجود في بلغراد كما تم التشاور بشأنه في مكالمة هاتفية بين تشيرنوميردين والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. واضاف المصدر ان البيان يعكس تفاهماً بين الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والمبعوث الروسي على دعم الاتفاق الذي توصلت اليه مجموعة الدول الصناعية السبع زائد روسيا في بون الاسبوع الماضي، خصوصاً لجهة اسناد دور اساسي الى مجلس الامن في حل ازمة كوسوفو. في المقابل اعتبرت اولبرايت ان قرار ميلوشيفيتش سحب نصف قواته من كوسوفو هو "نصف اجراء وليس اجراء كاملاً". وشددت على وجوب ان يقبل الرئيس اليوغوسلافي الشروط الخمسة التي حددها الاطلسي وان "يتم الانسحاب بطريقة ظاهرة ويمكن التحقق منها، قبل ان نبدأ حتى في دراسة اي نوع من تعليق القصف". وكانت اولبرايت تتحدث في مؤتمر صحافي امس لمناسبة اعداد تقرير عن انتهاكات حقوق الانسان في كوسوفو والاعمال الوحشية التي قامت بها القوات اليوغوسلافية بما فيها القتل الجماعي والتهجير والاغتصاب وتدمير القرى، وقالت التقرير سيقدم الى المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا. وان مكتب التحقيقات الفيديرالي سيقدم خدمات تقنية للمساعدة على جمع المعلومات وتوثيقها.