جولة سريعة في الدعاية الانتخابية الجارية منذ خمسة ايام في اسرائيل تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الفائز بمنصب رئاسة الحكومة يجب ان يظهر مدى كراهيته للفلسطينيين وان كان محور الحملة الانتخابية هو "العملية السلمية". فرئيس الحكومة الاسرائيلية الحالية بنيامين نتانياهو اظهر في دعاياته الانتخابية المتلفزة، منافسه العمالي ايهود باراك كصديق للرئيس ياسر عرفات. و"من يريده عرفات هو سيء لاسرائيل"، كما جاء على لسان نتانياهو صاحب شعار "نتانياهو من اجل اسرائيل قوية". واستخدم القائمون على حملة نتانياهو الانتخابية "شبيهاً" بعرفات يعتمر الكوفية الفلسطينية ويجلس قبالة جدار اسود ليعُد الايام حتى موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية حتى يعلن ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية. وفي لقطة دعائية اخرى، ظهر عرفات كإمرأة في وضع المخاض يتحدث مع يوسي بيلين من حزب باراك على الهاتف وصوت باراك يقول له من بعيد: "أرجئ اعلان الدولة … أرجئ اعلان الدولة". واختار نتانياهو ايضاً استخدام صور عمليات التفجير الانتحارية وسط تل ابيب والقدس ليقول انه هو الذي استطاع ان يوقف هذه العمليات لأنه علَّم الفلسطينيين انهم لن يحصلوا على شيء مقابل هذه التفجيرات بعكس حزب العمل. ويصرّ نتانياهو انه "يعرف ان باراك لن يُقسّم القدس لانه لن يفوز بالانتخابات". وفي مقابل ذلك، وبالاضافة الى التركيز على اخفاقات سياسة نتانياهو الاقتصادية، احتلت صور باراك، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق، وهو يرتدي الزي العسكري وينفذ عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين مكاناً بارزاً في لقطات الدعاية الانتخابية لقائمة "اسرائيل واحدة". وظهر باراك "الملاك الابيض" كما وصفه صوت المعلّق على صور حادثة خطف طائرة "سابينا"، حيث شارك باراك في قتل الخاطفين الفلسطينيين الذين طالبوا باطلاق الاسرى الفلسطينيين. وفي لقطة اخرى تباهى بارك "حامل اكبر عدد من الاوسمة العسكرية" بقتله كمال عدوان وكمال ناصر ويوسف النجار في بيروت. وكان اعترف في مقابلة سابقة انه اطلق النار عليهم وهم نيام امام افراد عائلاتهم. ولم ينس باراك ان يؤكد ان القدس ستبقى عاصمة ابدية لاسرائيل ولن تُقَسَم بأي حال من الاحوال. واستشهد بأقوال رئيس بلدية القدس الاسرائيلي زميل نتانياهو في تكتل ليكود بأن "باراك جيد للقدس". ويستدل من نتائج استطلاعات الرأي الاسرائيلية التي اجريت بعد انطلاق الدعاية الانتخابية ان دعاية "باراك العسكري الصارم" اتت اكلها واستقطبت المزيد من الناخبين اليمينيين، اذ تفوق على منافسه نتانياهو بفارق ثماني نقاط. وحسب اكبر مركز لاجراء الاستطلاعات في اسرائيل سيحصل باراك على 50 في المئة من اصوات الناخبين، فيما يحصل نتانياهو على 42 في المئة من هذه الاصوات، اي بزيادة ثلاثة في المئة عن آخر استطلاع للرأي جرى قبل الدعاية الانتخابية. واشار محلل الاستطلاعات سيفر بلوتسكر ان هذا يعني ان باراك يحظى للمرة الاولى بغالبية طفيفة في اوساط الناخبين اليهود. وبدأ نتانياهو الذي يساوره الشعور بالقلق، حملة استيطانية جديدة يأمل من خلالها في ان يكسب نسبة الثمانية في المئة من الاصوات العائمة. وصادق نتانياهو على نشر عطاءات لبناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في جبل ابو غنيم جنوبالقدسالمحتلة. ومن المقرر ان تنشر "دائرة اراضي اسرائيل" هذه العطاءات الاثنين المقبل بناء على امر من وزير الخارجية ارييل شارون الذي يحمل ايضاً حقيبة وزارة البنية التحتية. واشارت مصادر صحافية اسرائيلية ان نتانياهو ينوي اختتام حملته الدعائية بالاعلان عن اقامة مستوطنة كبيرة قرب قرية الولجة بين بيت لحم والقدس ايضاً.