واصلت أسعار النفط ارتفاعها وبلغت 15 دولاراً للبرميل امس الثلثاء، في الوقت الذي أثار اتفاق منظمة"اوبك" الاخير لخفض الانتاج سيناريوهات عدة في شأن الاسعار ومعدل الطلب على نفط المنظمة والدخل المتوقع السنة الجارية. وعلى رغم اتفاق المحللين على جدية "اوبك" والتأثير القوي لقرار خفض الانتاج على سوق النفط، الا انهم يختلفون في شأن مستوى الدخل المتوقع للاعضاء ومتوسط الاسعار لعام 1999 وبالتالي معدل الطلب على نفط المنظمة. ومن الواضح ان سوق النفط متفقة تماماً مع هؤلاء المحللين، اذ انها لا تزال تتفاعل بايجابية مع قرار "اوبك" الذي اتخذ في فيينا الشهر الماضي، مدركة ان المنظمة عازمة هذه المرة على دعم الاسعار بعدما هوت الى أدنى مستوى لها بالقيمة الحقيقية منذ نحو 20 عاما وتركت آثاراً سلبية على اقتصاد معظم الاعضاء. فبعدما لامس برميل النفط تسعة دولارات، وصل سعر خام "برنت" أمس الى 15 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ اكثر من سنة. ويتوقع ان يستمر في الارتفاع بعد ان دخل اتفاق "اوبك" لخفض الانتاج حيز التنفيذ اول نيسان ابريل الجاري. وقال ليو درولاس من "مركز دراسات الطاقة الدولي" في لندن ل"الحياة" ان "الاسعار ستواصل تحسنها لان السوق تدرك جدية "اوبك" هذه المرة ولان كمية الخفض المتفق عليها كافية لسحب الفائض من السوق". وحسب تقديرات المركز، يتوقع ان تبلغ عوائد صادرات النفط للدول الاعضاء في "اوبك" باستثناء العراق نحو 96 بليون دولار السنة الجارية على أساس متوسط اسعار لسلة نفوط "اوبك" السبعة يزيد على 13 دولاراً للبرميل والتزام المنظمة بقرار الخفض بنسبة تزيد على 70 في المئة. ويماثل هذا الدخل الايرادات المحققة العام الماضي عندما بلغ متوسط سعر سلة نفوط "اوبك" نحو 12.3 دولار للبرميل. وذكرت دار وساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن ان "اوبك" عازمة هذه المرة على رفع الاسعار. ووصفت اجتماع فيينا بأنه من "أنجح الاجتماعات التي عقدتها اوبك منذ أعوام عدة". الا انها رسمت سيناريوهات مغايرة في شأن الدخل المتوقع للمنظمة ومعدل الطلب على نفطها السنة الجارية على اساس درجات التزام مختلفة. وحسب السيناريو الاول، يتوقع ان تصل عوائد "اوبك" الى 104 بلايين دولار السنة الجارية على أساس متوسط سعر لخام "برنت" يبلغ 11 دولاراً للبرميل في حال قررت المنظمة عدم اجراء خفض جديد في اجتماع فيينا. ويقدر السيناريو الثاني الايرادات بنحو 119.6 بليون دولار على اساس متوسط اسعار يبلغ 13 دولاراً للبرميل ودرجة التزام باتفاق الخفض بنسبة 30 في المئة. ويفترض السيناريو الثالث عوائد بمقدار 125.2 بليون دولار على اساس معدل سعر يبلغ 14 دولاراً ودرجة التزام بقرار الخفض تصل الى 58 في المئة. ويتوقع السيناريو الرابع دخلاً بمقدار 134.1 بليون دولار ومتوسط سعر عند 15 دولاراً للبرميل ودرجة التزام مرتفعة تصل الى 70 في المئة. وتفاوتت توقعات دار الوساطة في شأن معدل الطلب على نفط "اوبك" حسب هذه السيناريوهات، الا ان متوسطه قدر بنحو 28 مليون برميل يومياً. وعلى رغم الارتفاع المتوقع في دخل المنظمة السنة الجارية، إلا أنه في جميع الحالات لن يتجاوز نصف الايرادات المحققة عام 1980 عندما وصلت الى أعلى مستوى لها وهو 280 بليون دولار. ويشار الى ان "اوبك" التي تضم 11 دولة منتجة للنفط قررت خفض الانتاج باكثر من 1.7 مليون برميل يومياً لتصل كمية الخفض المتفق عليها مع دول منتجة اخرى الى نحو 2.1 مليون برميل يومياً. وهذه المرة الثالثة التي يتم فيها الاتفاق على خفض الانتاج، اذ اعلنت "اوبك" ودول منتجة عن خفض نحو 2.95 مليون برميل يومياً العام الماضي ليصل اجمالي الخفض المقرر الى 4.95 مليون برميل يومياً.