تدفق المتطوعين الروس على يوغوسلافيا بدأ باعتراف رئيس منظمة "التراث الروحي" القومية اليسارية، النائب اليكسي بودبيريوزكين الذي أكد ان عدداً من أنصاره "سافروا على مسؤوليتهم الخاصة"، نافياً أن يكونوا تلقوا مكافآت مالية. وقال ل "الحياة" أحد مسؤولي الحزب الديموقراطي الليبرالي الروسي حزب جيرينوفسكي ادوارد نيكولايف ان عدد المتطوعين الذين سجلوا اسماءهم لدى الحزب بلغ عشرة آلاف في موسكو و55 ألفاً في أنحاء روسيا. وذكر زميله في الحزب اندريه مانيلوف ان شركات ومجموعات مالية تقدم دعماً مادياً، وأعربت عن استعدادها لتحمل نفقات نقل المتطوعين عن طريق هنغاريا وبلغاريا. وعلمت "الحياة" من مصادر عسكرية ان عناصر من وزارة الدفاع الروسية تزود مراكز تسجيل المتطوعين ملابس عسكرية وأجهزة بصرية بعد التأكد من أن اسماءهم ليست واردة في قوائم أصحاب السوابق والمشبوهين. وأكدت اذاعة "صدى موسكو" ان عشرات من المتطوعين الروس وصلوا الى مدينة نوفي ساد شمال بلغراد، وأنهم ينتمون الى منظمة "التراث الروحي". وأكد القائد السابق للقوات السوفياتية في افغانستان الجنرال بوريس غروموف ان حركة "الاخوة العسكرية" التي يتزعمها وتضم المشاركين في الحروب الاقليمية مستعدة ل "تقديم العون" لبلغراد. ولم يقتصر التطوع على المتقاعدين والمسرّحين من الخدمة العسكرية، اذ ان عدداً من كبار الضباط أعربوا عن استعدادهم للقتال الى جانب الصرب. وذكر قائد قوات الشرق الأقصى فيكتور تشيتشيفاتوف انه مستعد لقيادة فيلق من المتطوعين الروس، مشيراً الى أنه بعث برسالة الى الرئيس بوريس يلتسن يطلب فيها موافقته. وقال ل "الحياة" طيار سابق انه مستعد للتوجه الى الجبهة البلقانية "فوراً ومن دون شروط باستثناء حصول عائلتي على ما يكفي لسد الرمق شهرين أو ثلاثة". ويعتبر كثيرون من الروس "منازلة الأطلسي" انتقاماً من الغرب الذي يحمّلونه مسؤولية انهيار الاتحاد السوفياتي وتدمير اقتصاده وقواته المسلحة. وفي روسيا حوالى عشرين مليون مسلم لا يعتبرون الصرب "اشقاء" لهم، وأعلن "المركز الاجتماعي التتري" في قازان انه بدأ تسجيل متطوعين "للدفاع عن مصالح المسلمين الالبان المضطهدين في كوسوفو".