الذكرى العاشرة لانسحاب القوات السوفياتية من افغانستان نكأت الجروح مجدداً في موسكو، حيث أكد الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ان العالم "لم يعد يتعظ" من المأساة، فيما انتقد القائد السابق للقوات السوفياتية في افغانستان بوريس غروموف "السياسة المغامرة التي تضع الدبابات قبل الديبلوماسية". ووضع رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف وكبار المسؤولين اكاليل الزهور عند ضريح الجندي المجهول تخليداً لذكرى زهاء 14 الف عسكري قتلوا اثناء الحرب التي استمرت عشر سنوات وغدت واحداً من أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي. وذكر غورباتشوف في بيان خاص اصدره في مناسبة يوم الانسحاب، ان قرار ادخال القوات اتخذه خمسة من 12 عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم وان الآخرين ابلغوا بعدما اصبح الامر واقعاً. وأضاف انه بعد توليه السلطة قرر تصحيح الخطأ لكنه اراد "الا يتحول الانسحاب هرباً". وذكر ان السنوات الماضية برهنت ان "روسيا والعالم، لم يستخلصا الدروس" اذ ان مآسي مماثلة لأفغانستان حصلت في يوغوسلافيا والشيشان. واعتبر ان "معاناة الشعب العراقي" تصب في هذا السياق. وانتقد الجنرال غروموف "السياسة المغامرة التي تضع الدبابات قبل الديبلوماسية" وأكد ان القيادة الروسية كررت "الخطأ الافغاني" بشنها حرباً ضد الجمهورية الشيشانية. وأضاف ان الجيش الذي قاده كان يقوم بعمليات ذات طابع "دفاعي او احترازي. ولم يكلف ابداً باحراز نصر عسكري". ومر عبر "المطحنة الافغانية" زهاء مليون جندي وضابط سوفياتي وتبوأ عدد منهم مناصب قيادية مثل الكسندر روتسكوي الذي كان نائباً للرئيس بوريس يلتسن والآن محافظ لمقاطعة كورسك ورسلان آوشيف رئيس جمهورية انغوشيتيا. الا ان كثيرين من "الافغان" السابقين اتجهوا الى عالم الجريمة وانضموا الى عصابات المافيا التي استفادت من "خبراتهم". وبدأت تصفيات بين قادة منظمة المحاربين القدماء في افغانستان، قتل في اطارها 11 شخصاً اثناء وجودهم في المقبرة لدفن احد زملائهم. وفي روسيا حالياً 280 هارباً من افغانستان بعد انسحاب "الحلفاء" وبينهم 12 وزيراً سابقاً و180 جنرالاً وثلاثة الاف ضابط. ويسكن الكثيرون منهم في مخيمات اقامتها المنظمات الانسانية للاجئين. وثمة 50 الفاً منهم يحيون من دون وثائق ثبوتية ولا زالوا "معلقين" بين وطنهم الاصلي وروسيا التي لم تقبلهم حتى الآن.