أعلن الناطق باسم الحلف الاطلسي جيمي شي امس انه من الآن فصاعداً لن يستثني الحلف اي هدف في يوغوسلافيا له علاقة بالعمليات العسكرية في كوسوفو". وكان شي يتحدث بعدما قصفت طائرات الاطلسي وزارتي الداخلية اليوغوسلافية والصربية اول من امس وحولتهما الى ركام، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء العمليات العسكرية في الرابع والعشرين من الشهر الماضي. وأضاف شي في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي" ان الهجمات بصواريخ كروز التي شنها الاطلسي، الليلة قبل الماضية على بلغراد "استهدفت العقل المدبر" للعمليات التي تنفذها يوغوسلافيا في كوسوفو. وأعرب عن ثقته في ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش سيضطر في نهاية الأمر الى "الانصياع" لارادة المجتمع الدولي. وأعلن مسؤول في الاطلسي أمس، طالباً عدم الكشف عن اسمه، ان قوات الحلف شنت هجوماً ليلة الجمعة السبت على مواقع وسط العاصمة بلغراد واكتفى بالاشارة الى قصف "مواقع محددة" في قلب العاصمة، معتبرا انه لم يعد يوجد اي مكان آمن للالة العسكرية التابعة لميلوشيفيتش. وأوضح ان "اهدافاً عسكرية مهمة" على لائحة الاهداف التي ينوي الاطلسي قصفها، مضيفا ان القصف على وسط بلغراد كان "متوقعا لاننا نوسع تدريجيا دائرة المواقع المستهدفة". ولا تزال العملية العسكرية للحلف في مرحلتها الثانية اي استهداف القوات المسلحة الصربية من تجمعات وعتاد بينها الثكنات ومقرات القيادة، خصوصاً جنوب خط العرض 44 الذي يقسم يوغوسلافيا الى قسمين جنوب بلغراد. اما المرحلة الثالثة فيمكن ان تبدأ بعد استشارة الاعضاء وهي ستتيح توسيع الغارات على القوات المسلحة الصربية في كافة انحاء يوغوسلافيا. الا ان المسؤول الاطلسي حرص على التأكيد ان هذه المراحل ليست جامدة وبالامكان "اختيار الهدف المناسب وضربه في الوقت المناسب" لتدمير الآلة العسكرية الصربية التي تسهل اعمال القمع في اقليم كوسوفو. ويشكل قصف بلغراد وتدمير مقري وزارتي الداخلية التابعتين لصربيا ويوغوسلافيا تصعيداً في هجمات الاطلسي. وكانت الغارات الاولى تركزت على بطاريات المدافع المضادة للطائرات، ثم اتسعت مع بدء المرحلة الثانية في الثامن والعشرين الشهر الماضي لتشمل قصف القوات المسلحة الصربية، خصوصاً في كوسوفو. ولم يوفر القصف طرق المواصلات مثل الجسور والمحطات. وفي بلغراد كان السكان الذين يبلغ عددهم 5،2 مليون نسمة لا يزالون تحت صدمة الضربات التي طاولت وسط المدينة وادت الى اشتعال وزارتي الداخلية. وأمام بقايا المبنى المتفحم للوزارة الفيديرالية تجمع السكان للتعبير عن غضبهم. وقال ستويان، وهو موظف متقاعد، "هتلر قصف هذا الحي في نيسانابريل 1941". وأضاف "اخشى ان يكون الاميركيون بدأوا من هنا حربا عالمية ثالثة". وتابع "انهم لا يقيمون حرمة لشيء. لا يمكن تخيل ما كان سيحدث لو ان الصواريخ سقطت على بعد مئة متر من هنا". ولم يصب اي من المباني في الشارع المجاور، حيث يوجد مستشفى الطوارىء الذي يضم عيادات ومركز توليد وتم اخلاؤه من 70 مولودا جديدا وامهات على وشك الوضع. وقال شاب في المكان "اخشى ألا تكون هذه سوى البداية. هذا متوقع من دولة استخدمت القنبلة الذرية ضد المدنيين. لكنهم الاميركيون يخطئون ان اعتقدوا انهم قادرون على تحطيم معنوياتنا وبأسنا". وفي الواقع فان الصواريخ اصابت اهدافها بدقة متناهية. احد هذه الصواريخ سقط في مكتب وزير داخلية الاتحاد، زوران سكولوفيتش، وفق مصدر مقرب من الشرطة اكد ان القصف لم يسفر عن سقوط ضحايا لان المباني كانت خالية ساعة القصف. وأكد نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراسكوفيتش، سقوط "عدد كبير من الضحايا". اما الاطلسي فقال ان "الاضرار الجانبية في اشارة الى الخسائر المدنية قلصت الى الحد الادنى". وقال دبلوماسي في مقر الاطلسي في بروكسل "هناك مبنيان تهدما. انها ضربة رمزية قوية واشارة الى احتمال ضرب اهداف اخرى". ويتساءل سكان بلغراد عن الهدف المقبل للصواريخ، ويتملكهم الخوف من احتمال ضرب منشآت حيوية وحرمان العاصمة من المياه والكهرباء.