تكثفت الاتصالات الديبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوروسيا والأمم المتحدة والمانيا لايجاد "أطر اتفاق" سياسي لأزمة كوسوفو. وأكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر وجود "حركة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة". فيما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان روسيا أنه وجد تفهماً لدى "زعماء الغرب لصعوبة حل مشكلة كوسوفو عسكرياً". وكررت واشنطن شروطها لوضع حدٍ للغارات على يوغوسلافيا التي تواصلت امس، مبدية مرونة في قبولها "وجوداً أمنياً دولياً" في كوسوفو، شرط ان يكون الأطلسي نواته. وواصل الصرب حملة التطهير العرقي التي اودت حتى الآن بحياة أربعة آلاف شخص في كوسوفو.راجع ص 8 وجاء ذلك في وقت واجهت الادارة الاميركية ما اعتبره المحللون "نكسة معنوية" بعدما رفض مجلس النواب دعم الحملة الجوية الاطلسية على يوغوسلافيا واصر على رجوع الرئيس بيل كلينتون الى الكونغرس قبل ارسال قوات برية الى هناك. وعلى صعيد آخر، ربط مراقبون في لندن بين عمليات الاطلسي في يوغوسلافيا واغتيال المذيعة البريطانية جيل داندو وذلك بعدما تلقى احد المسؤولين في هيئة الاذاعة البريطانية تهديداً بالقتل، ما اضطر الشرطة الى اتخاذ اجراءات لحمايته وعائلته. الكونغرس الأميركي وواجهت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس "نكسة" معنوية لها علاقة بالسياسة الداخلية الاميركية اكثر منها بالسياسة الخارجية، وذلك بعدما اتخذ مجلس النواب ليل الأربعاء الماضي قراراً مفاجئاً برفض دعم الحملة الجوية الاطلسية ضد يوغوسلافيا. وأصرّ المجلس على ان يطلب الرئيس كلينتون موافقة الكونغرس على ارسال القوات البرية الى كوسوفو او اي جزء آخر من يوغوسلافيا. لكن المسؤولين في البيت الأبيض ردّوا على تحرك الكونغرس السلبي بالتأكيد ان العمليات الجوية الاطلسية ستستمر حتى يتم تحقيق الاهداف التي حددها زعماء الحلف في قمتهم الاخيرة في واشنطن. وجاء تصويت مجلس النواب بعد مناقشة حامية استمرت طوال يوم الأربعاء وأظهرت انقساماً في الرأي حول كيفية مواجهة الازمة التي بدأت عسكرياً في 24 آذار مارس الماضي وقد لا تنتهي في موعد قريب. وأعلنت ان الجمهوريين كانوا القوة الدافعة وراء القرارين علماً ان حوالى 50 نائباً ديموقراطياً انحازوا اليهم. وصوّت مجلس النواب بغالبية 249 صوتاً مقابل 180 صوتاً على قرار دعوة كلينتون الى الحصول على موافقة الكونغرس قبل ارسال القوات البرية. في حين تعادلت الاصوات 213 في مقابل 213 ففشل مشروع قرار بدعم الحملة الجوية، علماً ان مجلس الشيوخ أيد في 23 آذار الماضي الحملة الجوية عشية انطلاقها. ومع استمرار الحملة وتكثيفها امس، ارتفعت المؤشرات الى امكان التوصل الى حل ديبلوماسي، مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى موسكو لكن الواضح ايضاً ان كلينتون اظهر تصميمه على متابعة الحملة ربما حتى تموز يوليو المقبل عندما قال: "ان الطقس سيكون افضل للحملة الجوية في ايار مايو اكثر مما كان في نيسان ابريل وسيكون افضل في حزيران يونيو اكثر منه في ايار وسيكون افضل في تموز يوليو اكثر منه في حزيران". وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر: "ان الادارة مشوشة نتيجة تصويت مجلس النواب الذي بعث برسالة غامضة، اذ انه صوّت لا للتحرك الى الامام ولا للتراجع الى الوراء عندما تعادلت الاصوات. وعليه فإننا مصممون على متابعة الحملة الجوية لوقف العنف الذي يمارسه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش". وأضاف الناطق ان الرئيس كلينتون "يشعر بأن الشعب الاميركي وراءه". وقال ان الادارة كانت تأمل "بأن نتحدث بصوت واحد. ولا نشعر بأن التصويت يمثل اجماعاً ضد اعمالنا وللكونغرس دور يلعبه وهو يقوم به لكن ذلك لن يقلل من تصميمنا على متابعة الحملة الجوية حتى تنجح".