توغلت قوات يوغوسلافية في الاراضي الكرواتية امس في محاولة من الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لتوسيع نطاق المواجهة مع الاطلسي. ودخل حوالى 300 جندي صربي منطقة بريفلاكا المنزوعة السلاح بين البلدين والخاضعة لسيطرة الاممالمتحدة. وتزامن ذلك مع تأكيد مساعد رئيس الاركان الاميركي الجنرال جوزف رالستون في بوخارست ان الحلف سيضمن امن الدول المجاورة ليوغوسلافيا في حال تعرضت لتهديدات من بلغراد. وبدا ان الاميركيين سيستغلون الاحتفالات بخمسينية الاطلسي في واشنطن هذا الاسبوع من اجل توجيه نداء الى روسيا للعب دور في ايجاد حل، فيما تحرك مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة كوفي انان في هذا الاتجاه عشية زيارة الاخير لموسكو لاقناعها بالمشاركة في قوة دولية في كوسوفو، كحل لعقدة معارضة بلغراد لانتشار دولي في الاقليم. وفي وقت واصل الاطلسي غاراته مستهدفاً آليات عسكرية ومنشآت حيوية في كوسوفو وصربيا، ابدت مصادر الحلف قلقها ازاء مصير آلاف من الالبان الذين اقتادتهم القوات الصربية "دروعاً بشرية". وادلى ميلوشيفيتش بتصريحات قال فيها ان حرب كوسوفو ستؤدي الى نهاية الاطلسي، مؤكداً ان الاقليم "يعني للصرب ما تعنيه القدس لليهود". راجع ص 7 وابدت اليونان معارضتها فرض حظر نفطي على يوغوسلافيا في وقت رأى اخصائيون في الشحن البحري ان فرض مثل هذا الحظر سيكون في غاية الصعوبة. واتخذ بطريرك موسكو وعموم روسيا الكسيس الثاني موقفاً متشدداً من الغرب. فاتهم لدى وصوله الى بلغراد، الاطلسي بأنه يريد ان يفرض على يوغوسلافيا نظاماً "يقوم على املاء القوة الوحشية". وتماشى هذا الموقف مع اتفاق روسيا ومنظمة المؤتمر الاسلامي على استبعاد "تسوية الازمة في كوسوفو بقوة السلاح" وذلك خلال محادثات اجراها وفد من المنظمة برئاسة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في موسكو. وبدا ان المسؤولين الروس يراهنون على دور فاعل يقوم به الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في زيارته المرتقبة الى موسكو في 28 الشهر الجاري. وترافق ذلك مع قرار انان تعيين مبعوث خاص له في الازمة، فيما ناشدت واشنطن ولندن روسيا التفكير في المشاركة في قوة دولية لحفظ السلام في كوسوفو تحت مظلة الاممالمتحدة. واتفق اعضاء مجلس الامن على تعزيز دور الامين العام للامم المتحدة في السعي الى حل سياسي ديبلوماسي لأزمة كوسوفو على رغم استمرار الانقسام والتباعد في مواقف الدول الاعضاء في المجلس خصوصاً دائمة العضوية. واستمر انقسام مجلس الامن والمجموعة الدولية في شأن ظروف وقف القصف وتوقيته وشروطه. وفي وقت اصرت روسيا والصين على وقف القصف فوراً ثم تنفيذ شروط انسحاب القوات الصربية ووقف التطهير العرقي وعودة اللاجئين الى كوسوفو، اصرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا على استمرار القصف الى حين سحب القوات الصربية من كوسوفو وضمان عودة المشردين. وبقي الاختلاف الاكبر في شأن صلاحية استخدام القوة العسكرية لحلف الاطلسي بدون تصديق من مجلس الامن. واعتبرت اوساط المجلس دعوة روسيا للامين العام لزيارة موسكو مؤشراً ايجابياً، فيما بدأت الاستعدادات لقيام مجلس الامن بدور ملموس في حال النجاح في تقريب وجهات النظر في شأن الحل السياسي والديبلوماسي لأزمة كوسوفو. واشنطن وفي واشنطن، اعلنت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس ان قمة حلف دول شمال الاطلسي ستخصص قدراً كبيراً من وقتها للتداول في ازمة كوسوفو وفي كيفية التوصل الى تحقيق الاهداف التي حددها الحلف لوقف الضربات الجوية الاطلسية ضد يوغوسلافيا. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده كل من وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ووزير الدفاع وليم كوهين ومستشار الرئيس لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر، امس في البيت الابيض، كشف هؤلاء عن جدول اعمال القمة الاطلسية التي ستبدأ اعمالها يوم الجمعة المقبل وتستمر حتى الاحد. وأكدت اولبرايت مجدداً على اهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه روسيا لحل المشكلة. وقالت انه من غير المعروف ما اذا كان الكرملين سيشارك في جانب من القمة مع زعماء دول اخرى غير عضوة في الحلف. لكنها ذكرت ان الاتصالات الاميركية - الروسية مستمرة وان هناك شبه تفاهم بين الجانبين حول الحلول باستثناء مسألة واحدة لا يزال الخلاف حولهما دائراً وهي تتعلق بطبيعة القوة الدولية التي ستحفظ الامن في كوسوفو بعد التوصل الى الحل.