أيد مجلس النواب الاميركي قرار الرئيس بيل كلينتون ارسال جنود اميركيين الى كوسوفو في اطار قوة تابعة لحلف شمال الاطلسي. واعتمد المجلس قرارا غير ملزم في هذا الشأن بغالبية 219 صوتاً في مقابل 191. لكن النواب طلبوا من كلينتون تحديد قواعد الاشتباك التي ستعتمدها قوات حفظ السلام واستراتيجية واضحة لإنهاء مهمة هؤلاء الجنود، كي تتم عملية من هذا النوع ضمن المصلحة الوطنية. ويعكس ذلك مخاوف الكونغرس من تورط الولاياتالمتحدة في حرب هناك. لذا أشار قرار المجلس الى ان القوة الاميركية يجب ان تبقى عملياً تحت سيطرة واشنطن. وكان القادة الجمهوريون في المجلس قرروا الدعوة الى مناقشة هذا الامر بعدما أعلن البيت الابيض ان قرابة أربعة الاف جندي اميركي قد يشاركون في قوة لحفظ السلام في كوسوفو تابعة لحلف شمال الاطلسي، في حال تم التوصل الى اتفاق سلام بين الصرب وألبان كوسوفو. وكانت الادارة الاميركية أبدت مخاوفها من ان يرفض المجلس تأييد قرارها، ما قد يلحق الضرر بالضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على الصرب لاقناعهم بالتوقيع على خطة تسوية في الاقليم، لدى استئناف طرفي النزاع مفاوضاتهما في رامبوييه الفرنسية الاسبوع المقبل. وشدد كلينتون قبل اتخاذ المجلس قراره على ان ارسال القوات الاميركية الى كوسوفو مرهون بالتوصل الى "اتفاق حقيقي" بين طرفي النزاع، ينص على وقف فوري لاطلاق النار وانسحاب القوات الصربية ونزع أسلحة المقاومين الالبان. وساهم في اتخاذ المجلس قراراً مؤيداً لكلينتون، انقسام الجمهوريين على المسألة. وأيد بعضهم القرار باعتباره يشكل ضرورة للحفاظ على صدقية الولاياتالمتحدة وسط حلفائها الاوروبيين، فضلاً عما تلحقه الحرب في البلقان من مخاطر على الاستقرار في اوروبا والعالم. في حين رأى البعض الآخر ان ارسال قوات الى كوسوفو يشكل انتهاكاً لأراضي الجمهورية الصربية ويمثل مخاطر وتكاليف باهظة للولايات المتحدة، مشيرين الى حوالى سبعة آلاف جندي اميركي موجودين في البوسنة منذ توقيع اتفاق "دايتون" للسلام، علماً ان ارسالهم كان على اساس مؤقت. ترحيب ألباني وفي كوسوفو، رحب الزعيم الألباني المعتدل إبراهيم روغوفا بموقف مجلس النواب الأميركي. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في بريشتينا ان "هذا القرار خطوة مهمة وجديرة بالثناء في مساندة مساعي الرئيس بيل كلينتون لحل مشكلة الاقليم".