عادت المواجهة العسكرية بين القوات اليوغوسلافية وحلف شمال الاطلسي تلوح في الافق، بعدما اتخذت الدول الغربية موقفاً حازماً بسبب استمرار رفض بلغراد لخطة السلام التي وقّعها ألبان كوسوفو. راجع ص 7 وأعلن الحلف الاطلسي تكثيف ترتيباته لشن غارات جوية ضد أهداف صربية كما اتخذت قواته التي تضم اكثر من اثني عشر الف جندي وتنتشر في مقدونيا، مواقع لها محاذية للحدود مع صربيا وكوسوفو. وأكد السناتور الديموقراطي جوزف بيدن في ختام لقاء قادة الكونغرس مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون أمس ان ضربات الاطلسي ستبدأ قريباً. وقال بيدن وهو عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: "أعتقد بأننا سنقصف في وقت قريب". واضاف: "ان الرئيس محق بذلك، يجب البدء بشن عمليات قصف"، مؤكداً ان عدم التحرك سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في البلقان. وتدارس الرئيس الاميركي بيل كلينتون امس مع كبار مساعديه الاجراءات المحتملة التي يمكن ان يقوم بها الحلف الاطلسي لحمل الصرب على الاذعان لارادة المجتمع الدولي. وجاء ذلك في وقت شرعت الدول الغربية بإجلاء رعاياها من يوغوسلافيا فيما استعد المراقبون الدوليون والعاملون في المنظمات الانسانية لمغادرة كوسوفو. وفي وقت حذر قادة في الجيش الاميركي من احتمال ان تؤدي حملة قصف ضد يوغوسلافيا الى اصابات بين القوات الاميركية والحليفة، وصف القائد العام لقوات الحلف في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك ما يجري في كوسوفو بأنه "مأساة انسانية نتيجة عمليات القوات اليوغوسلافية التي تتحمل وحدها المسؤولية عن الازمة المتصاعدة في الاقليم". ورغم ان قائد الحلف الاطلسي في اوروبا قال ان "الضربات لن تكون مجرد قنبلة او اثنتين" فان مصادر مطلعة ابلغت "الحياة" في باريس ان الضربة الاولى اذا وقعت ستكون محدودة وتستهدف مواقع استراتيجية عسكرية واتصالات لاقناع الصرب بوجوب التعامل بجدية مع المجتمع الدولي". واعلنت فرنسا وبريطانيا اللتان رأستا مفاوضات باريس تأجيل بحث التسوية السلمية لاقليم كوسوفو مع الصرب الى اجل غير مسمى "لأن لا فائدة من تمديد المحادثات" التي "لن تستأنف قبل ان يوافق الصرب على خطط التسوية السلمية". ودعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان حلف شمال الاطلسي الى عدم التلويح بالقوة او استخدامها بشكل يتناقض مع اهداف الاممالمتحدة "لأن هجوماً عسكرياً ضد الصرب سيؤثر سلباً على العلاقات الدولية".