كلما تحين بطولة العالم في كرة القدم للشباب يستعيد القطريون بالذات ذكريات مسابقة 1981 في استراليا ويتمنون لو تتكرر... وما نيل المطالب بالتمني طبعاً. في ذلك العام انتقل القطريون، عندما كان سلطان السويدي رئيساً للاتحاد، من فوز الى آخر واطاحوا مصر وانكلترا والبرازيل بالذات الى ان خسروا المباراة النهائية امام المانيا على ارض موحلة. وبقيت الفضية أحلى ذكرى في تاريخ الكرة القطرية عالمياً، وكان بمقدورها ان تصبح الذكرى الاغلى الثانية لو تمكن القطريون من تخطي منتخب السعودية في تصفيات مونديال 1998 في مباراة حاسمة... لكن هذا لم يحصل. ومشاكل الكرة القطرية متعددة وأهمها ضيق قاعدة اللاعبين، وربما تكون الدولة الخليجية الوحيدة، وربما الدولة الوحيدة في العالم، التي تملك لاعبين في رياضة العاب القوى اكثر مما تملك من لاعبي كرة قدم. وهناك أيضاً مشكلة قلة الاقبال على مباريات كرة القدم. مرة، توج مهاجم كرة القدم الجزائري الشهير، رابح ماجر، هدافاً للدوري القطري عندما لعب في صفوف نادي قطر، وكان في "ارذل" العمر كروياً، وهو الذي لعب في السابق لبورتو البرتغالي وقاده الى احراز كأس ابطال اندية اوروبا على حساب بايرن ميونيخ الالماني المرعب عام 1987. سنتذاك، التقيت ماجر وليس مادجر في الدوحة فأكد لي انه لن يجدد عقده مع نادي قطر على الرغم من المعاملة الممتازة من ناديه. سألته عن السبب فأجاب: "احرزت 12 هدفاً فلم اسمع متفرجاً واحداً يصفق لي لان المدرجات خالية تماماً". ومع ذلك عاد ماجر الى الدوحة وصار مدرباً لفريق نادي الوكرة منذ مطلع الموسم الحالي وبات مع فريقه على بعد خطوة واحد من اللقب الاول في تاريخ الوكرة. وفي بطولة العالم الجديدة للشباب فارس عربي واحد هو السعودي، وليته يصعد الى الدور الثاني ليثبت ان قاعدة الكرة السعودية متينة. وفي كل حال فإن منتخبات استراليا وايرلندا والمكسيك لا تشكل بعبعاً أي انها في متناوله... والله اعلم.