حقق الوكرة انجازاً تاريخياً عندما احرز للمرة الاولى، اي بعد مسيرة كفاح استمرت 40 عاماً، لقب بطل الدوري القطري لكرة القدم، وحصل على نصف مليون ريال... وراء الانجاز مدرب جدير بالاحترام لتاريخه الكروي الحافل هو الجزائري رابح ماجر... هو عريس الكرة القطرية هذا الموسم حيث حقق انجازين مهمين لفريقه هما كأس الشيخ قاسم ودرع الدوري بعدما صنع فريقاً قوياً وقادراً على حصد البطولات. وسبق لماجر ان لعب في الدوري القطري ضمن صفوف نادي قطر موسمي 92 و93 وحصل على لقب الهداف في موسم 93 مع مهاجم العربي مبارك مصطفى برصيد 12 هدفاً... شجعته آسيا كثيراً وآسيا ليست الا زوجته... وكما نجح في حصد العديد من الالقاب لاعباً، فإنه يبدأ مسيرته كمدرب بنجاح كبير وسيقود الوكرة في البطولات الخليجية والعربية والاسيوية المقبلة. فماذا قال ل"الحياة"؟ العودة الى قطر كيف عدت الى قطر من جديد مدرباً ؟ - زرت الدوحة في ايار مايو 1998 تلبية لدعوة صديقي الشيخ عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني، واستمرت الزيارة اسبوعاً عدت بعدها الى بوردو الفرنسية، ثم تم الاتصال بي لتولي تدريب فريق الوكرة والتقيت نائب رئيس النادي احمد العبدالله في المغرب ووقعت معه العقد. وسبق لى ان تلقيت عرضين من نادي بريميرو اغوستو الانغولي واتحاد بوركينا فاسو بيد اني فضلت الدوحة التي احمل لها ذكريات جميلة منذ ان لعبت لنادي قطر موسمي 92 و93، وكان الفريق وقتها قاب قوسين او ادنى من الحصول على الدرع وحل ثانياً في موسم 93. وعملت بعدها مساعداً لمدرب الفريق البوسني جمال الدين موسوفيتش ثم استقلت ودربت منتخب الجزائر من 93 الى 95 واتجهت من جديد الى بورتو البرتغالي ودربت الاشبال والامل طول المواسم الاخيرة الى ان حضرت الى الدوحة مجدداً. كيف نجحت مع الوكرة خلال موسم واحد فقط؟ - كانت لي دراية سابقة بفريق الوكرة واعرف جيداً امكانات لاعبيه والمراكز التي احتلها في المسابقات المحلية في السنوات السابقة. ولانهم هواة سعيت اولاً الى تغيير فكرهم الكروي، واقتربت كثيراً من جميع اللاعبين من دون تفرقة حتى وثقوا بامكاناتي واعطيتهم كل خبراتي كلاعب ومدرب واصبحنا يداً واحدة... ساعدتنا ادارة النادي كثيراً وتطور اداء اللاعبين بشكل ملموس منذ بداية الموسم وخاصة ناصر سليمان والتميمي وميرغني ووليد وتركي ومحمد عبدالله... وعندما شعر اللاعبون بتطورهم مهارياً وخططياً زادت ثقتهم بانفسهم وكثفوا تدريباتهم اليومية، وتوطدت العلاقات بيننا وزادت المحبة. وفي ظل هذا المناخ الجيد تشجعت على اكمال المشوار بكل اخلاص، واعتبر نفسي مدرباً وصديقاً واخاً لكل لاعب منهم. يقال ان ضعف الريان والسد والعربي خاصة في الدور الاول هو الذي ساعد الوكرة على الفوز بالدرع؟ - لم اركز على استغلال ضعف الفرق الاخرى واستثمار نتائجها وهزائمها بقدر ما ركزت على تحقيق النتائج المتميزة لفريقي بدليل اننا فزنا او تعادلنا مع كل الفرق القوية ، ولم نخسر الا من الاتحاد في الدور الاول صفر-5... ورب ضارة نافعة لان الخسارة تحولت الى نقطة انطلاق جديدة واستفدت شخصياً من الدرس وعدلت في اسلوب اداء الفريق. فلسفة التوازن ما هي فلسفتك في التدريب؟ - تعتمد على ان لكل مباراة ظروفها، ولكل فريق نقاط قوة ونقاط ضعف يمكن استغلالها لمصلحة فريقي، وتعتمد التوازن بين الدفاع والهجوم والتركيز في منطقة الوسط. وارى ان اللاعبين استوعبوا هذه الافكار وأدوا المباريات بشكل جماعي مقنع لا يتأثر بغياب اي لاعب، واحترم جميع المنافسين حتى لو كان فريقي الافضل... وافضل ميزات الوكرة حالياً انه يهاجم من دون خوف، ربما تكون له اخطاء دفاعية الا ان هجومه فعال ويستطيع التعويض بدليل ان لدينا اكثر من لاعب في لائحة الهدافين... ادركت صعوبة مهمتنا بعد ضغط جدول مباريات الدور الثاني فقمت بتقليص حجم التدريبات كي اتفادى ارهاق اللاعبين من جراء الحمل التدريبي الزائد. هل كنت متفائلاً باحراز الدرع؟ - مع شكري وتقديري للجميع الا انني لم اتقبل التهاني على الفوز بالدرع الا مع صافرة النهاية لحكم مباراتنا مع الشمال الاخيرة في المسابقة. حلمت كثيراً بان احقق اللقب خاصة مع الوكرة لاني ادرك جيداً حلاوة الفوز بأول لقب، وبصراحة استحق الفريق تحقيق هذا الانجاز التاريخي... خشيت كثيراً من المباريات الاخيرة لان خسارتها يعني ضياع فرصة تحقيق انجاز، واذا حصل لانتظر الوكرة 40 سنة اخرى ربما لتحقيقه. اما الفوز فسيدفع الى المزيد من البطولات والالقاب وسيعمل على تنشئة جيل جديد تعود طعم الفوز والانجازات... اعتقد بان فوزنا في بداية الموسم بكأس الشيخ قاسم كان من العوامل المعنوية والنفسية التي جعلت من الوكرة مجموعة متجانسة تحسن التعامل مع المباريات وتستوعب المهام المكلفة بها. هل ستكمل المشوار مع الوكرة؟ - عقدي مع الوكرة لمدة موسم واحد ووجدت كل الحب والتعاون من ابناء النادي... سأنتظر حتى نهاية مسابقة كأس الامير وسأقوم بعدها بدراسة الموقف لانني في النهاية مدرب محترف. اجنبيان يكفيان من هو افضل لاعب محترف في قطر؟ - المغربي حسين عموته لاعب السد لانه يتميز بروحه الرياضية وحماسه في الملعب وادائه التكتيكي، واعتقد انه لو لعب في اوروبا سينجح جداً. هل تؤيد وجود ثلاثة لاعبين اجانب في كل فريق؟ - لا اؤيده، لان وجود ثلاثة لاعبين لن يعطي الفرصة لبروز المواطنين، واعتقد بان وجود لاعبين اثنين اكثر من كاف ولن تحل مشكلة تطور مستوى الكرة القطرية بكثرة عدد الاجانب. ما هي ابرز سلبيات الكرة الخليجية؟ - معظم اللاعبين هواة، ولابد من تغيير فكرهم الكروي. هناك ايضاً كثرة تغيير المدربين اثناء الموسم بقرارات تعتقد ادارات الاندية انها لصالح فرقها لكنها غالباً ما تضرها... والانسجام بين اللاعب ومدربه لا يتحقق بين ليلة واخرى وكل مدرب جديد يبدأ من الصفر... على ادارات الاندية ان تقوم منذ البداية بالانتقاء الصحيح للمدرب من خلال التأكد من الانجازات التي حققها في مجال التدريب وايضاً ماضيه كلاعب. الكرة الجزائرية تردد انك تلقيت عرضاً لتدريب منتخب الجزائر؟ - تلقيت اتصالات هاتفية بهذا الخصوص لكنني لم اقطع على نفسي اي وعود بالعودة الى الجزائر لان تفكيري حالياً منصب على عملي مع الوكرة. وبالمناسبة، عندما دربت منتخب الجزائر للمرة الاخيرة، تأهل الى نهائيات امم افريقيا في بوركينا فاسو لكنني لم اسافر معه وعدت الى بورتو. ما الفرق بين تدريبك منتخب الجزائر والوكرة؟ - لا شك ان مستواي الفني كمدرب تطور كثيراًً... نحن كلاعبين قدامى نبدأ حياتنا التدريبية بخبراتنا كلاعبين فقط وهي خبرة فردية. لكن في عالم التدريب انت المسؤول الوحيد عن 25 لاعباً، ويحتاج هذا الى سنوات من الخبرة، وعندما دربت منتخب الجزائر اعتمدت على خبرتي كلاعب، لكن مع الوكرة اعتمدت على خبرتي التدريبية التي حصلت عليها في السنوات الاخيرة. لذلك، كان الوكرة المستفيد الاكبر. كيف ترى الكرة الجزائرية الآن؟ - عندما تفوقت في الثمانينات والتسعينات لم يفكر المسؤولون عنها في تكوين قاعدة صلبة وصف ثان للمنتخب، اضافة الى ضعف المسابقات المحلية وهي اخطاء تدفع الكرة الجزائرية ثمنها اليوم. لمن تدين بالفضل في مسيرتك؟ - بداية ادين بالوفاء والجميل لزوجتي آسيا التي وقفت الى جواري كلاعب ومدرب منذ 15 سنة، ثم للمدربين بملاحة حسن وعبدالقادر يحمان وسوكاني ورشيد مخلوفي والكرواتي ايفيتش. حكايتي مع الاحتراف بعد العروض التي قدمها منتخب الجزائر عام 1982 في مونديال اسبانيا انهالت العروض علي معظم اللاعبين الذين كانوا يحلمون بالاحتراف في اوروبا، وتلقيت عروضاً من اندية باريس سان جرمان وسانت اتيان وراسينغ باريس. في 1983 وقعت لراسينغ ولعبت معه موسمين نجحت في الاول وقدت الفريق الى الدرجة الاولى بعد ان سجلت 20 هدفاً، وفي الثاني تعرضت لاصابة ابعدتني عن الملاعب 4 اشهر وعاد الفريق الى الدرجة الثانية. وفي 1985 انضممت الى بورتو البرتغالي ولعبت معه 6 مواسم حققت فيها 3 بطولات برتغالية وكأس اندية ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية والكأس القارية. بعد الفوز بكأس الابطال تفاوض معي مندوبان من بايرن ميونيخ ووقعت عقداًً لمدة 3 مواسم بقيمة مليوني دولار بيد ان رئيس بورتو رفض انتقالي على اعتبار ان المندوبين لم يتصلا به اولاً. واعارني بورتو الى فالنسيا الاسباني لموسم واحد، وهناك حضر الي رئيس نادي انتر ميلان الايطالي بالليغريني ومعه المدرب ذائع الصيت تراباتوني ووقعت للفريق الايطالي مقابل مليون ونصف مليون دولار وراتب شهري مقداره 35 الف دولار. وللاسف الشديد تعرضت للاصابة في عضلة الفخذ ووقتها طلب رئيس انترميلان ان يكون العقد لمدة عام واحد فقط الى ان اثبت استعادتي لكامل لياقتي البدنية والصحية، فوافقت. لكن عندما ذهبت الى ايطاليا وجدت ان العقد محرر باللغة الايطالية التي لا اجيدها وطالبت بتغيير اللغة فحدث خلاف على ذلك وانتهى الامر بعودتي الى بورتو وقضيت معه موسمين آخرين. البطاقة الشخصية الاسم: رابح ماجر الجنسية: جزائري تاريخ الميلاد: 15 كانون الاول ديسمبر 1958. الحالة الاجتماعية: متزوج منذ عام 1984 من آسيا التي كانت تعمل مدرسة لغة فرنسية ومن المعجبات به. الاولاد: شاهيناز 13 سنة ومحمد امير 11 سنة واميرة 5 سنوات. العمل الحالي: مدرب نادي الوكرة القطري عدد المباريات الدولية: 140 مباراة عدد الاهداف الدولية: 60 هدفاًً الالقاب: 3 بطولات برتغالية مع بورتو كأس اندية ابطال اوروبا عام 1987، والكأس السوبر الاوروبية 1987 والكأس القارية 1987، وقد حصل علي سيارة تويوتا لانه نال لقب افضل لاعب في مباراة بورتو وبينارول القارية. حصل علي لقب افضل لاعب اجنبي في الدوري البرتغالي مرتين، وعلى الكرة الذهبية الافريقية 1987، وعلى لقب افضل لاعب في بطولة أمم افريقيا التي فازت بها الجزائر عام 1990. اجمل اهدافه: في مرمى بايرن ميونيخ، وفي مرمى بينارول، وفي مرمى المانيا... لكنه يعتز كثيراً بالهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا عام 1981 وأهل بلاده الى مونديال اسبانيا 82. ساهم في وصول الجزائر الى مونديال المكسيك 86.