اعتبرت مصادر مطلعة في المعارضة العراقية ان الفكرة التي طرحها رئيس المجلس التنفيذي ل "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي، خلال لقاء ممثلي تنظيمات معارضة مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مارتن انديك، في شأن إقامة "منطقة آمنة" في جنوبالعراق "فكرة غير عملية"، مشيرة إلى أن تطبيقها يحتاج "إما إلى موافقة إيرانية وإما إلى موافقة كويتية". ورداً على سؤال ل "الحياة" عن إمكان احياء نشاطات "المؤتمر"، قال ناطق باسم الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني إن "المؤتمر انتهى وهو لا يمثل تنظيمات عراقية معارضة، بل فقط الاشخاص الذين يعملون لديه". وشدد الناطق على أن "لا وجود للمؤتمر في كردستان العراق والجلبي يدعي أن لديه مقاتلين في الجنوب". وركزت مصادر شاركت في الاجتماع مع انديك الذي عقد في مقر السفارة الأميركية في العاصمة البريطانية ليل الثلثاء الماضي على أن الجانب الأميركي "لم يطرح أي خطة أو برنامج لتدخل عسكري في العراق"، بل شدد على توحيد جهود التنظيمات المعارضة. وأوضحت ان "الملاسنات" التي حصلت بين بعض ممثلي هذه التنظيمات خلال غياب انديك عن القاعة لفترة، سببها رفض بعض الحضور "التعاون مع الجلبي واعتبارهم ان المؤتمر انتهى". ورد نبيل الموسوي باسم المؤتمر معتبراً ان المنتقدين "لا يمثلون شيئاً". وزادت ان أي موعد لم يحدد لاجتماعات جديدة بين الجانب الأميركي والتنظيمات ال 16، لافتة إلى أن الأميركيين "يرون ان المبادرة لتغيير النظام يجب أن تأتي من المعارضة، وحتى الآن أبدوا دعمهم توحيد جهودها ودعم الحملة من أجل محاكمة الرئيس صدام" حسين. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن "واشنطن مقتنعة بأن من الصعب جداً توحيد كل التنظيمات تحت مظلة واحدة" كالمؤتمر. وقالت مصادر أخرى حضرت اجتماع لندن: "الجلبي قال إن الأميركيين سيدعمون المؤتمر، وفي الواقع أكدوا أنهم سيدعمون أيضاً جماعات أخرى، وان لا فيتو على أي طرف في المعارضة" بما في ذلك الاسلاميون. واشارت الى ان بعض التنظيمات "طالب بمنطقة آمنة في الجنوب، فيما طالب آخرون الاميركيين بدعم عسكري بالتعاون مع بلد مجاور للعراق من دون تحديد. ولم يجب انديك". وذكرت مصادر اخرى ان "بين مطالب المعارضة قرار من الأممالمتحدة في شأن محاكمة صدام" بسبب انتهاكات حقوق الانسان، و"منع تحريك الآليات العسكرية العراقية في شمال البلد وجنوبه، وطرح ممثلو تنظيمات تساؤلاً عن رأي الاميركيين في حال شكلت المعارضة في الخارج حكومة، ولم يكن لدى انديك اي طرح محدد". لكن شخصية معارضة حضرت الاجتماع اعتبرت ان "الموقف الجديد للأميركيين والبريطانيين بداية معقولة، بعدما كانوا يركزون على العقوبات فقط. فالسياسة الجديدة لواشنطن هي دعم ايجاد بديل ديموقراطي للنظام العراقي". يذكر ان الجلبي يعد لزيارة ايران حيث سيلتقي قياديين معارضين، وكان أكد انه بصدد التحضير لاجتماع ستعقده الجمعية العامة للمؤتمر الوطني، علماً ان آخر اجتماع للمجلس التنفيذي عقد قبل اكثر من سنتين، وان شخصيات عديدة انسحبت من المؤتمر. وشهدت العلاقة بين الجلبي وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني توتراً منذ ما قبل دخول الجيش العراقي الى اربيل في عام 1996، لدعم "الديموقراطي" في مواجهة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وتردد آنذاك ان مئات من عناصر المؤتمر قتلوا او اعتقلوا