أنهى وزير التجارة الخارجية الفرنسي جاك دوندو زيارة للسعودية سلم خلالها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رسالة من رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان شدد فيها على أهمية العلاقة السعودية - الفرنسية. والتقى دوندو وزير التجاري السعودي اسامة بن جعفر الفقيه ووزير البرق والبريد والهاتف الدكتور علي بن طلال الجهني ووزير الصناعة والكهرباء هاشم بن عبدالله يماني. وأدلى الوزير الفرنسي الى "الحياة" التي رافقته في زيارته الى الرياضوجدة بحديث خاص تمحور حول هدف الزيارة، أكد فيه أهمية السعودية بالنسبة لفرنسا وكشف عن زيارة سيقوم بها للبنان في 18 و19 ايار مايو المقبل. وفي ما يأتي نص الحديث: ماذا تتوقعون من هذه الزيارة، وهل تأملون في الحصول على عقود معينة؟ - زيارتي ليست اقتصادية فقط، بل هي سياسية ايضاً وتدخل في اطار استمرارية العلاقات المميزة التي تربط البلدين منذ زيارة الرئيس جاك شيراك للمملكة في 1996 وزيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله لفرنسا في تشرين الأول الماضي. وحملت رسالة من رئيس الحكومة ليونيل جوسبان الى ولي العهد تضمنت رداً ايجابياً على دعوة الأمير عبدالله لرئيس الحكومة الفرنسي لزيارة السعودية، والتي اعتقد انها ستتم قبل نهاية السنة الجارية. تردد ان شركة "الكاتيل" تأمل في الحصول على عقد لتوسيع شبكة الهاتف في السعودية بانشاء مليوني خط جديد للهاتف؟ - نعتقد انه ينبغي ألا تقتصر العلاقات الفرنسية - السعودية على مشتريات نفط من السعودية ومبيعات أسلحة فرنسية. ونحن على قناعة بأن اتجاه السياسة السعودية الى اقامة عمليات تجارية وصناعية مجدية هو الصحيح، وبإمكان فرنسا ان تكون منافسة في قطاع الاتصالات، اذ لدينا أفضل شبكة في أوروبا مع شركة "الكاتيل"، ونرى أنه بفضل السياسة السعودية وتوجيهات الأمير عبدالله ستكون هناك شفافية في تقييم العروض التي تقدم من قبل الصناعيين، ولدينا أمل بأن نكون شريكاً مهماً للسعودية في مجال الاتصالات، كما نأمل بأن نشكل شريكاً مهماً للسعودية في مشاريع انتاج الغاز. والشركات الفرنسية مهتمة بتقديم عروض للسلطات السعودية لاستخدام الغاز السعودي لإنشاء مصانع كهرباء سعودية تستخدم الغاز بأسعار منافسة. تردد ان الجانب السعودي وصف عروض شركات النفط الفرنسية بأنها غير واضحة، في حين ان غيرها كان متكاملاً وجاهزاً في التقديم. - الصناعيون الفرنسيون قاموا بزيارة مجاملة للسعودية في كانون الثاني يناير ونيسان ابريل، وبعد هاتين الزيارتين سندخل في اطار تحديد المشاريع وتقديمها مع التفاصيل والدراسات الكاملة للمشاريع التي يمكن ل"ألف" و"توتال" القيام بها في قطاع الغاز. ولكن ينبغي قبل ذلك ان تكون هناك علاقات على الصعيد الشخصي قبل الخوض في تفاصيل المشاريع. ناقشتم مع وزير التجارة السعودي مسألة انضمام السعودية الى منظمة التجارة الدولية، فما هي مصلحة السعودية في ذلك برأيك؟ - السعودية بلد غني ومتطور، واعتقد ان مستوى التنمية فيها يتيح لها ان تكون منافساً على الصعيد العالمي بالنسبة للتجارة الدولية، واعتقد انه ينبغي ان تكون السعودية عضواً في المنظمة، وابلغني وزير التجارة السعودي انه ينبغي ان تكون للسعودية استثناءات بالنسبة لعضويتها المحتملة، واكدت له ان فرنسا ستدافع عن انضمام السعودية وستقر بهذه الاستثناءات. ماذا تعني هذه الاستثناءات؟ - عندما تكون دولة عضواً في المنظمة لا يحق لها دعم بعض المشاريع. فمثلاً لا يحق لعضو معين ان يدعم مصنعاً معيناً للسيارات لأنه ملك له، ويجب ان تكون المنافسة قائمة على ميزات المصانع المختلفة، ونحن في فرنسا لا نريد ان يكون ذلك مطبقاً على القطاع الثقافي. ومُنعنا مثلاً في فرنسا عن دعم لمشاريع ثقافية في السينما أو التلفزيون أو المسرح. والسلطات السعودية اكدت ان هناك قطاعات تدخل في اطار الاستثناءات الثقافية مثل الممنوعات في ما يتعلق ببعض الاغذية. متى يمكن للسعودية الدخول عضواً في المنظمة؟ - هناك ملف كبير قيد الدرس من قبل وزير التجارة السعودي، وهناك تقرير وضع لدى المنظمة يعقبه تقديم طلب رسمي من السعودية للانضمام. يزور رئيس الحكومة الفرنسي مصر السبت المقبل في أول زيارة له الى دولة عربية منذ توليه منصبه. ما أهمية الزيارة على الصعيد الاقتصادي؟ - العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا بالغة الأهمية، اذ ان مصر الزبون الأول لنا في الشرق الأوسط. ولدينا فائض تجاري معها، ونحن نوافق رأي الرئيس المصري حسني مبارك على انه ينبغي ان تنشئ الدول العربية منطقة تجارة حرة بينها لأنها الطريقة الأفضل لتطوير الثروات العالمية بالتوافق بين الدول التي لها قواسم مشتركة على الصعيد الثقافي. وسأقوم بزيارة لبنان في 18 و19 أيار مايو. ما صحة الكلام عن ان فرنسا اخذت بعض المسافة مع لبنان منذ خروج رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري من الحكم؟ - علاقاتنا مع لبنان قديمة، والقطاع الاقتصادي الفرنسي يشدد على أهمية الوجود الاقتصادي الفرنسي في لبنان، وبعض هذه الأوساط يريد انشاء بيت فرنسا في بيروت وتطوير غرفة التجارة الفرنسية - اللبنانية.