دعا بيان فرنسي - سعودي مشترك صدر أمس، في ختام الزيارة التي قام بها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى "تكثيف الجهود" من أجل دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط نحو التقدّم استناداً الى القرارات الدولية، كما عبّر عن "قلق عميق" مشترك حيال الوضع الإنساني للشعب العراقي، وعن تمسّك بوحدة وسيادة العراق. وقال البيان الذي صدر عن قصر الأليزيه، أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والأمير سلطان بحثا في مختلف مسارات عملية السلام في الشرق الاوسط، واتفقا "على ضرورة تشجيع الأطراف على العمل لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم على قاعدة القرارات 242 و338 و425 الصادرة عن مجلس الأمن واستنادا الى ما أُقّر خلال مؤتمر مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام". وأضاف أن الجانبين دعيا الى "تكثيف الجهود من أجل احترام التعهدات الواردة في الإتفاقات المعقودة، والتقدّم سريعاً في المفاوضات حول الوضع النهائي للمناطق الفلسطينية". وتابع أنهما أعادا تأكيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في الدولة المستقّلة، وطالبا الأطراف "بالعدول عن أي عمل من جانب واحد، من شأنه أن ينعكس سلباً على مفاوضات الوضع النهائي، خصوصاً في ما يتعلّق بمدينة القدس". كما دعا البيان الى "استئناف سريع للمفاوضات بين كل من اسرائيل وسورية واسرائيل ولبنان انطلاقاً من أسس مقبولة لدى كافة الأطراف". وأشار البيان الى أن شيراك والأمير سلطان "أكدا مجدداً تمسكهما بوحدة وسيادة واستقلال العراق، وعبّرا عن قلقهما العميق حيال الوضع الانساني للشعب العراقي"، وأكدا أهمية وضع برنامج "النفط مقابل الغذاء" قيد التطبيق وفقاً للقرارات الصادرة بهذا الشأن عن مجلس الأمن، اضافة الى ضرورة تطبيق العراق لكافة قرارات مجلس الامن. وذكر البيان أن الطرفين أبديا رغبتهما في "إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، في الشرق الأوسط، بما يتيح ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة" وأن الجانب الفرنسي أكدّ تمسّكه بأمن الخليج واستقراره، وأبدى استعداده للمشاركة في ضمانهما. وتابع البيان ان شيراك والأمير سلطان "دانا الإرهاب" وأكدا "رغبتهما في محاربته بكل أشكاله وأيّاً كان مصدره ومرتكبوه" وشدّدا "على أهمية التعاون الدولي ومواجهة الإرهاب، وملاحقة المشبوهين ومحاكمتهم". وأشار الى أن الجانبين تطرّقا الى الوضع القائم في الشيشان وأوضاع المدنيين في المنطقة، ودعيا الى حلّ سياسي بالحوار والتفاوض. وعن العلاقات الثنائية الفرنسية - السعودية قال البيان ان شيراك والأمير سلطان أبديا إرتياحهما الى "التطور الايجابي لهذه العلاقات على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والدفاعي". وبحثا في سبل تعزيز "هذا التعاون المثمر في اطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين". وأضاف البيان أن شيراك أبدى اهتمامه بالاجراءات التي أعلنت عنها السعودية اخيراً، لتشجيع الاستثمارات الأجنبية لديهما، وأن الأمير سلطان أشار من جهته الى أن السعودية ترحّب بمشاركة القطاع الخاص الفرنسي في مختلف مجالات الاستثمار الواعدة في المملكة. وذكر ان الطرفين سيوقّعان قريباً على اتفاق لتشجيع الاستثمارات وتأمين حماية لتبادلها. وتابع ان الجانب الفرنسي أكدّ استعداده لتأييد ترشيح السعودية لعضوية منظمة التجارة الدولية وأشاد بدورها الايجابي في ضمان "أمن واستقرار تدفّق النفط في السوق الدولية". وكان الأمير سلطان التقى خلال زيارته الى باريس كلاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان ووزير الدفاع ألان ريشار. وقال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان البيان المشترك مؤشر اضافي الى الأهمية التي تعلقها فرنسا على زيارة الأمير سلطان والعلاقات مع السعودية. ولفت الى أن البيان الذي يركز على موضوعين أساسيين هما مسيرة السلام في الشرق الأوسط والعراق، يؤكد الأهمية التي توليها فرنسا للدور السعودي في هاتين القضيتين. كما أشار الى أن البيان أظهر في الوقت نفسه مدى التطابق القائم في وجهات النظر السعودية والفرنسية حول النقاط المهمة التي يتضمنها. وأكد المصدر أن المهم، من وجهة النظر الفرنسية، هو مضمون الحوار السياسي القائم بين فرنسا والسعودية ومدى حرص المسؤولين الفرنسيين على تعزيز وترسيخ علاقاتهم الجيدة مع الرياض.