يجري نائب وزيرة الخارجية الأميركية ستروب تالبوت محادثات بشأن الأزمة في البلقان مع المسؤولين الروس الذين يستقبلونه في أجواء من الانقسام بينهم في شأن التعاطي مع الأطلسي. احيطت زيارة نائبة وزير الخارجية الأميركية ستروب تالبوت لموسكو أمس بالكتمان. وأذيع انه سيبحث آفاق التسوية في البلقان وتفادي "الاحتكاك" مع السفن الروسية بسبب الحصار النفطي على يوغوسلافيا. كما سيبحث احتمالات الغزو البري ليوغوسلافيا. وأكد رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف ان بدء العملية البرية سيدفع بلاده الى زيادة نفقاتها العسكرية، في محاولة لاظهار ان بلاده ستتخذ اجراءات عملية لمعارضة التدخل البري ضد الصرب. وتقررت زيارة تالبوت لموسكو إثر مكالمة هاتفية استمرت ساعة ونصف الساعة بين الرئيسين الروسي بوريس يلتسن والأميركي بيل كلينتون. ورفضت وزارة الخارجية الروسية الاعلان عن موعد وصول تالبوت الذي سيكون أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يصل الى العاصمة الروسية منذ بدء العمليات الأطلسية في البلقان. ورأس مدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين اجتماعاً حضره وزيرا الدفاع والداخلية والمبعوث الروسي الخاص الى البلقان فيكتور تشيرنوميردين اضافة الى قادة الاستخبارات والأركان، لإعداد اقتراحات للتفاوض مع تالبوت. ويذكر ان مثل هذه الاجتماعات كان يقودها بريماكوف. إلا أن المراقبين لاحظوا ان الكرملين ربما يريد "استبعاده" بسبب موقفه الذي يعتبره الأميركيون "متشدداً". وذكر رئيس الحكومة في مقابلة تلفزيونية امس ان بدء الغزو البري ليوغوسلافيا سيدفع روسيا الى "إعادة النظر في علاقاتها مع دول الأطلسي ... وادخال تعديلات على موازنة النفقات العسكرية وايلاء اهتمام أكبر لقضايا الدفاع". إلا ان مساعد يلتسن للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو، اعتمد لهجة مصالحة. وذكر ان زيارة تالبوت قد تسفر عن "تضافر محتمل" لجهود موسكووواشنطن في معالجة المشكلة البلقانية. وانعكست الخلافات بين الديوان الرئاسي والحكومة في الموقف من تصدير النفط الى يوغوسلافيا. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان موسكو لن تمتثل لقرار الأطلسي منع تصدير النفط، فيما أبلغ الى "الحياة" مصدر مطلع ان الكرملين طلب "التريث" في ارسال ناقلات الى البحر الادرياتيكي. وأكد رئيس شركة "مورفلوت" البحرية الكسندر لوغوفيتس ان الناقلات الروسية الموجودة في البحر الادرياتيكي تقوم برحلات لصالح شركات ايطالية. وأكد انها لن تدخل المنطقة الساحلية التي اعلنها الأطلسي منطقة عمليات ويبلغ عرضها 65 ميلاً. ويذكر ان النفط الروسي ينقل الى يوغوسلافيا بحراً وعبر نهر الدانوب ومن خلال خط أنابيب "الصداقة" الذي انشئ في زمن الاتحاد السوفياتي ويمر عبر هنغاريا وسلوفاكيا. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤول في وزارة الطاقة والوقود ان بلغراد تعاقدت على شراء مليوني طن من النفط لنقلها براً عبر البلدين المذكورين خلال النصف الثاني من العام الحالي. والى جانب اشكال ايصال الوقود الى يوغوسلافيا، ينتظر ان يناقش تالبوت المبادرة التي عرضها تشيرنوميردين بعد زيارته الى بلغراد والتي وردت انباء متناقضة في شأنها. وأكد المبعوث الروسي مرتين ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وافق على وجود عسكري أجنبي في كوسوفو، فيما أعلن أمس شقيقه بوريسلاف وهو سفير بلاده في موسكو ان بلغراد وافقت على وجود "بعثة مدنية" من الأممالمتحدة، شرط ألا تضم ممثلين عن "البلدان المشاركة في العدوان والمؤيدة له" وان يكون فيها "حضور روسي واسع". وفي واشنطن رويترز ، صرح وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بأنه يحاول ترتيب عقد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع زائد روسيا، سعيا الى حل لأزمة كوسوفو. ولكنه قال انه يجب على الروس أولاً ان يقتربوا بشكل أكبر من الشروط الغربية لانهاء الحرب الجوية التي يشنها حلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا.