أكد رئيس الحكومة سليم الحص أن قضية لبنان مع إسرائىل لا تقتصر على احتلال أجزاء من أراضيه، بل تتعداه إلى القدس والجولان ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين، في وقت واصلت القوات الإسرائىلية اعتداءاتها على الجنوب والبقاع الغربي بسلسلة غارات جوية. صدر عن رئاسة الحكومة أمس بيان يرد على كلام صحافي نسب إلى الرئيس الحص مفاده "ان لا مشكلة مع أي طرف بعد الإنسحاب، فنفى أن يكون أدلى بمثل هذا الكلام من قريب أو بعيد "وهو الذي يؤمن بأن قضية لبنان مع اسرائيل لا تقتصر على احتلالها أراضي لبنانية، فللقضية أبعاد عربية تتعلق بالقدس والجولان واللاجئين الفلسطينيين وغير ذلك، علماً أن لبنان ملتزم القضية بكل ابعادها التزاماً قاطعاً لا محيد عنه". وعلى الصعيد الميداني، نفّذت طائرات حربية إسرائيلية فجر أمس خمس غارات استهدفت مزرعة عقماتا وتلة مليتا وجباع في اقليم التفاح بثمانية صواريخ، ومنطقة بسري الواقعة في الوادي الفاصل بين الشوف وجزين، وبركة جبور في البقاع الغربي. وجبهت الطائرات بالمضادات الارضية للجيش اللبناني والمقاومة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ناطق عسكري اسرائىلي "ان كل الطائرات عادت الى قواعدها سالمة"، وأنها "هاجمت اهدافاً إرهابية". وقصفت المدفعية الإسرائيلية صباح امس احراج سجد والريحان ومزرعة عقماتا من مواقعها في الزفاتة، وبعد الظهر اطراف بلدة عربصاليم ومجرى نهر الزهراني والجبل الرفيع في اقليم التفاح. وترافق القصف مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة. وأقفل "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائىل، أمس معبر روم - جزين في الإتجاهين، في وجه العابرين، لتشييع أحد عناصره مخايل جرجي الذي قتل ليل اول من امس في عملية للمقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" استهدفت موكب قائد "فوج العشرين" في "الجنوبي" في جزين جوزف كرم الملقب ب"علوش" الذي اصيب واثنين من مرافقيه بجروح خطرة، ونقل على اثرها في مروحية الى مستشفى رامبام في حيفا. وفي المقابل، أعلنت حركة "أمل" ان احدى مجموعاتها هاجمت امس "تحركات مشتركة" للقوات الإسرائىلية و"الجنوبي" في موقع السويداء "بالأسلحة المناسبة"، مؤكدة "وقوع اصابات". وهاجمت المقاومة الإسلامية موقعي سجد وبئر كلاب، في حين استهدفت "السرايا اللبنانية" موقع السويداء. الى ذلك، دانت صحيفة "الثورة" السورية احتلال اسرائىل بلدة ارنون. وأوضحت "ان العدو ينفذ سياسته، في دقة، في الجنوب اللبناني حيث يحتل ويصعّد عدوانه اليومي بمختلف انواع الاسلحة بغية رفع شروطه الرافضة للإنسحاب من الجنوب او الاراضي العربية المحتلة الأخرى". وتحدث السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد، بعد زيارته النائب بطرس حرب في تنورين، عن المساعي الهادفة الى "ايجاد حل نهائي وثابت لمشكلة ارنون، وحل يمنع تدهور الأوضاع في الجنوب". وأكد "رغبة بلاده في تحقيق تقدم في مفاوضات السلام، وإيجاد حل يدفعها إلى الأمام للتوصل الى الحل السلمي الشامل والكامل في المنطقة". وأمل "بحصول تحرك على صعيد المفاوضات بين العرب وإسرائىل أياً تكن نتيجة الإنتخابات الإسرائىلية، وبمتابعة الحكومة الاسرائيلية الجديدة المفاوضات السلمية". ورأى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان "ان اسرائيل لا تزال تغتصب حقوق الانسان في لبنان امام أعيننا، ولا يزال الجنوب والجولان يعانيان الاحتلال الذي يتجاهل قرارات الأممالمتحدة في شأن الإنسحاب". وأضاف، في صلاة في انطلياس في ذكرى المجازر الأرمنية، "في ظل هذا الواقع علينا التيقظ والاستعداد للنضال والدفاع عن الحقوق المشروعة".