بعد اقل من 24 ساعة على مقتل جندي اسرائيلي وجرح اربعة آخرين في محيط موقع سجد في اقليم التفاح، قتل جنديان اسرائيليان في عملية ثانية نفذتها "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" بتفجير عبوة ناسفة منتصف ليل اول من امس بقافلة عسكرية اسرائىلية بالقرب من موقع قلعة الشقيف في جنوبلبنان، وجرح اثنان آخران في عملية قرب سجد. وفي المقابل، ردّت قوات الاحتلال الاسرائيلي بغارات جوية استهدفت منطقة الاقليم، فيما قصفت بالمدافع الثقيلة قرى جنوبية عدة مما ادى الى اصابة مدني لبناني بجروح متوسطة. العمليات وأورد بيان للمقاومة الاسلامية تفاصيل عن العملية المذكورة وسلسلة عمليات اخرى، وفيه: "في خرق جديد لإجراءات العدو الأمنية والعسكرية، قامت المقاومة الاسلامية لمناسبة الذكرى السنوية لشهداء بلدة الكفور منتصف ليل اول من امس بنصب مكمن محكم على بعد 150 متراً من بوابة قلعة الشقيف لبديل الموقع المذكور ولدى وصول القوة الى نقطة المكمن فجّر فيها المجاهدون عبوة ناسفة كبيرة جداً ثم هاجموها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية ما أدى الى اصابة الآليات اصابة مباشرة، حيث بقيت في ارض المعركة من دون ان يستطيع العدو سحبها، اضافة الى وقوع عدد من جنود العدو بين قتيل وجريح". وأضاف البيان "وعند الاولى فجراً تدخل العدو بقوة لمحاولة اخلاء المصابين من ارض العملية فقامت مجموعة ثانية بمهاجمة مكان العملية بالاسلحة المناسبة وحققت اصابات مؤكدة". وأشار الى "ان ثلاث مروحيات اسرائيلية شوهدت تحط في موقع الشقيف وتعمل على اجلاء الاصابات". وقال البيان "ان مجموعة من المقاومة فجّرت عند الحادية عشرة إلا ربعاً ليل اول من امس عبوة ناسفة بآلية معادية على طريق موقع سجد ما ادى الى اعطاب الآلية وتحقيق اصابات في افراد طاقمها". وأضاف "ولدى تقدم قوة معادية مؤلفة من آلية ومجموعة مشاة في اتجاه موقع سجد لسحب الآلية التي اشتعلت فيها النيران، هاجمتها مجموعة ثانية بالاسلحة الرشاشة والصاروخية فأصيبت اصابة مباشرة ووقعت اصابات مؤكدة في طاقمها". وتابع "وبعد نحو 3 دقائق حاولت دبابة متمركزة على مدخل موقع سجد التدخل لمساندة القوة المهاجمة فهاجمتها مجموعة ثالثة بالاسلحة المناسبة وحققت فيها اصابات مباشرة ومنعتها من اخلاء الاصابات، واستمرت الاشتباكات اكثر من ثلث ساعة ولم يتمكن العدو من سحب الآلية على رغم غطاء من القصف المدفعي الكثيف". وتحدثت المقاومة الاسلامية في بيان آخر عن مهاجمة قوة مشاة معادية في محيط موقع حداثا وتحركات اسرائيلية في موقع بلاط. من جهتها، اعلنت "حركة أمل" في بيان ان احدى مجموعاتها اشتبكت ظهر امس "مع قوة اسرائيلية في منطقة الجرمق - العيشية بمختلف انواع الاسلحة الرشاشة والصاروخية". وتحدثت عن "تحقيق اصابات مباشرة". وأعلنت في بيان ثانٍ "انها شاركت في استهداف القوة الاسرائيلية مساء امس غرب قلعة الشقيف ما ادى الى مقتل جنديين اسرائيليين". الرواية الاسرائيلية واعترفت اذاعة اسرائيل بمقتل اسرائيليين في عملية الشقيف وهما موشي بيتون وهو رقيب اول في الجيش وعاموس كالفا من مستوطنة كريات شمونة وهو مدني يعمل في تحصين المواقع. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر امنية "تأكيدها اصابة جنديين اخرين بجروح في عملية سجد". وقال التلفزيون الاسرائيلي "فيما كانت قافلة تخرج نحو الحادية عشرة والنصف ليلاً من موقع "بوفور" قلعة الشقيف متوجهة الى اسرائيل وكان ضمنها سيارة مدنية يقودها مواطن اسرائيلي وإلى جانبه احد الجنود، وبعد دقائق معدودة من مغادرتها الموقع في اتجاه البلاد تم تشغيل عبوة جانبية ما ادى الى اصابتهما بجروح". وأضاف، نقلاً عن المراسل يوسي اندرو "يظهر ان العبوة انفجرت تحت السيارة التي كانا يستقلانها وأن جروح السائق والجندي كانت خطرة جداً". وقال "مع ان المسعفين وصلوا الى المكان للإعتناء بهما على الفور وقاموا بنقلهما الى الموقع، غير انهما توفيا في فترة لاحقة". وقال مراسل القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي روني دانيئيل "ان وقائع العملية قرب موقع قلعة الشقيف يفضي الى استنتاج واحد على الاقل وهو ان مقاتلي "حزب الله" قاموا بتشغيل العبوة الناسفة وبتحديد سيارة واحدة ضمن قافلة اسرائيلية طويلة وهي غير مصفّحة"، واصفاً العملية ب"الدقيقة" من جانب "حزب الله"، "ذلك ان الذي شغّل العبوة كان قريباً جداً، اذ كان قادراً على تمييز السيارة الاكثر ضعفاً، فقام بتشغيل عبوته ما ادى الى مقتل الاسرائيليين اللذين كانا في داخلها". وأضاف المراسل "ان التساؤل هو كيف يسمح الجيش الاسرائيلي بالتجوّل لسيارات غير مصفّحة في هذه المنطقة؟". ورداً على هذه العمليات، صعّدت القوات الاسرائيلية من اعتداءاتها جواً وبراً، إذ أغارت طائرات حربية اسرائيلية عند الحادية عشرة والنصف قبل ظهر امس على مزرعة عقماتا مستهدفة اياها بأربعة صواريخ جو - ارض وتبعتها بغارة ثانية بعد نحو ربع ساعة على تلة مليتا في اقليم التفاح بعدد من الصواريخ اقتصرت اضرارها على الماديات. وألقت الطائرات المغيرة بالونات حرارية تفادياً لنيران المضادات الارضية. وترافقت الغارات مع تحليق كثيف لطائرات حربية ومروحية في اجواء المنطقة اضافة لطائرات تجسّس "م.ك.". وفي القدسالمحتلة، أكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي وقوع الغارات وقال "انها اصابت اهدافاً ارهابية وعادت الى قواعدها سالمة". وسبق الغارات وتبعها قصف بمختلف مدافع الميدان من عياري 155 و175 ملم، والهاون من عيار 120 ملم وسلاح الدبابات مستهدفاً منطقة اقليم التفاح والقطاع الاوسط. وسقط عدد من القذائف داخل الاحياء السكنية في بلدة عربصاليم مما ادى الى اصابة المواطن حسن امين نظر 62 عاماً في رأسه وكتفه الأيمن ونقل الى مستشفى الجنوب في النبطية لإجراء عملية جراحية عاجلة. كذلك اصيبت المواطنة سوسن ناصر الدين زوجة مصطفى شرارة، وهي حامل، بنوبة عصبية ما استدعى نقلها الى المستشفى المذكور وذلك من جراء سقوط قذائف عدة على مقربة من منزلها الذي اصيب بأضرار جسيمة. كما تضرر منزل المواطن حسن موسى عبود فيما احترقت سيارة "فان" لصاحبها حسين زيعور. وطاول القصف الاسرائيلي جبل وأحراج سجد - الريحان وسهل عقماتا واللويزة والجبل الرفيع ومليخ ومجرى نبع الطاسة ومجرى نهر الزهراني وأطراف بلدات جرجوع وعين بوسوار وجباع في الاقليم. وتوسع القصف ليطاول اطراف بلدات حبوش وكفرتبنيت وزوطر الشرقية وزوطر الغربية ومزرعة الحمرا وحمى ارنون في القطاع الاوسط. وشمل القصف الاسرائيلي ايضاً بلدات زبقين وحداثا وياطر وحاريص ووادي صربين في القطاع الغربي مما ادى الى اضرار في المنازل والسيارات وإشعال حرائق. وتعليقاً على القصف الذي استهدف المدنيين، قال مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، "ان تصعيد الاعتداءات الصهيونية وتوسيع اطار استهداف المدنيين هو هروب الى الامام، وأن التهديدات لن تغيّر شيئاً من الواقع ولن تنال من عزيمة المجاهدين وإنما تحرّضهم على مواجهة الاحتلال اكثر لأنهم يرون فيها مؤشر عجز اسرائيلي عن مواجهتهم وهم في موقع الاستعداد لمواجهة اي تصعيد ولن يمرروا اي عدوان من دون اثمان". وأشاد الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك بالعمليات التي نفذتها المقاومة الاسلامية. واعتبر "ان لجوء العدو الى قصف القرى والمدنيين العزل بالطائرات ناجم عن عجزه وعدم جرأته على مواجهة مجاهدي المقاومة وجهاً لوجه". وأكد "ان تهديدات قادة العدو اصبحت شيئاً مألوفاً لدى اللبنانيين لا تخيفهم لا سيما وأن العدو جرّب كل الوسائل والأساليب ولم يعد امامه سوى الانسحاب مهزوماً". مصدر مصري وانتقد مصدر مصري مسؤول تصريحات وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني التي دعا فيها الى ضرب شبكات المياه والكهرباء في لبنان رداً على قتل جنود اسرائيليين في جنوبلبنان. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الاوسط" المصرية امس عن المصدر الذي وصفته بأنه "مصدر مسؤول رفيع المستوى" قوله ان مثل هذه التصريحات "تسيء الى عملية السلام وتذكي روح العدوان، وتمثل تحريضاً سافراً وتهديداً لدولة عربية ذات سيادة". ورأى المصدر ان تصريحات كهلاني "غير مسؤولة ومن المؤسف ان تصدر عن وزير مسؤول يعبر عن سياسة دولته التي يفترض ان تؤمن بالسلام وتعمل من اجله" مؤكداً ان "ما يحصل في جنوبلبنان من حوادث هو نتيجة لاحتلال اسرائيل لجزء من لبنان".