لن يكون الأمر سهلاً على الاتحاد، البطل الجديد لكأس الكؤوس الآسيوية، في مباراته مساء اليوم على استاد الملك فهد الدولي في الرياض في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، لانه سيحل ضيفاً على الشباب البطل الجديد لكأس ولي العهد السعودي. ويلتقي البطلان ولدى كل منهما مهمة محددة هي اجتياز الدور نصف النهائي في المربع الذهبي وبلوغ مباراة القمة... وقد التقيا في الموسم الحالي خمس مرات نجح الشباب في كسب ثلاث منها في مقابل اثنتين لمنافسه، بيد ان مواجهتهما الجديدة تحمل طقوساً مختلفة... اذ استوعب الاتحاديون رسالة خصمهم بفوزه بكأس ولي العهد وردوا عليه بسرعة بفوزهم بالكأس الاسيوية، وصار مدرب الشباب البرازيلي فرانسيسكو ومدرب الاتحاد البلجيكي ديمتيري يعيان ان معنويات فريقيهما في اوجها وان الروح والاصرار لن يكونا في قائمة المفقودات، لكن يخشيان ايضاً ان يكون تحقيقهما للبطولتين سلاحاً ذا حدين يدفع لاعبي هذا الطرف او ذاك الى الركون الى اللقب الطازج فيظهرون تهاوناً ... لذا فإن الاعداد النفساني عنصران حاسمان. ويأمل فرانسيسكو أن يحرز لفريقه الشباب نصراً مقنعاً يعينه على مشقه مباراة الرد التي ستكون على ارض الاتحاد وبين جماهيره بعد اسبوع واحد، خصوصاً ان الاخير لعب على ارضه في الموسم الحالي 11 مباراة في المرحلة التمهيدية من الدوري، لم يخسر الا واحدة ضد جاره الاهلي، ما يعني انه لم يخسر امام اي من ضيوفه... ويعول فرانسيسكو كثيراً على قوة فريقه الضاربة والممثلة بعبدالله الشيحان وسالم سرور وصالح الداود والكويتي بدر حجي والنيجيري رشيد يكيني للضغط على لاعبي الاتحاد والتقدم بفارق اهداف يضع بفضله قدماً في النهائي ولحسم الامر مبكراً من دون اعطاء الاتحاد فرصة للخروج بنتيجة يمكنه تداركها في ملعبه. ويبدو المدرب البرازيلي اكثر تفاؤلاً بتشيكلة فريقه التي انتزع بها كأس ولي العهد قبل 10 أيام، ومن غير المستغرب ان يدفع بها امام الاتحاد مع اعطاء فرصة لحجي ويكيني بلعب ادوار مهمة منذ بداية اللقاء خلافاً للقاء السابق ضد الهلال الذي لم يشهد مشاركتهما. ولا يعاني فرانسيسكو من نقاط ضعف في فريقة يمكن لخصمه التخطيط للاستفادة منها... فهو يمتلك راشد المقرن الحارس الافضل في الموسم الحالي والمدافع المخضرم صالح الداود وزميله الشاب محمد الحمدان اللذين يقومان بادوار متكاملة تنفي الضعف عن دفاع الفريق، وهناك عدد من اللاعبين الجيدين في منطقة الوسط كسالم سرور وفهد السبيعي وهما يؤديان مهمة مزدوجة وفعالة بالمساندة الدفاعية والدعم الهجومي، ويعطي وجود بدر حجي قوة اضافية الى وسط الشباب تجعل فرانسيسكو يطمئن بما فيه الكفاية. اما خط الهجوم فإن وجود العتيبي ورشيد يكيني يعني مقدرة ممتازة لاحراز الاهداف، ويبقى المشاغب عبدالله الشيحان ورقة فرانسيسكو الرابحة التي يزيد بها قوة خطي وسطه وهجومه خصوصاً ان هذا القصير السريع بامكانه نقل الكرة من اي مكان في الملعب الى مرمى الخصم بلمح البصر. ...واتحادياً لن يكون المدرب ديميتري مفرطاً في التحفظ لو طلب من لاعبيه تأمين مرماهم قبل التطلع الى مرمى الخصم، لان العودة الى جدة بشباك نظيفة يعني ان الاتحاد نجح في مرحلة الذهاب كخطوة اولى نحو النهائي. ويدرك المدرب ان للشباب ولاعبيه اسماء تثقل مسامع لاعبيه لأنهم خسروا الموسم الحالي بطولتين على أيدي الشبابيين، في نصف نهائي بطولة الأندية العربية في جدة وفي كأس ولي العهد، وهما البطولتان الوحيدتان اللتان خسرها الاتحاد الموسم الحالي. وسيطلب المدرب من لاعبيه ضرورة تناسي الماضي ومحاولة رد الاعتبار تمهيداً لاحراز لاعب رابع هذا الموسم بعد كأس الاتحاد السعودي وكأس اندية الخلية والكأس الآسيوية... وربما ذكرهم بانهم هزموا الشباب على ارضه وبين جماهيره في العام 1997اي قبل عامين وفي نفس المناسبة بأربعة أهداف لا يزال مسجلها المغربي بهجا متواجداً في الفريق. وامام المدرب ايضاً مهمة تهيئة مدافعيه للتعامل مع ضغط هجومي متوقع من جانب الخصم وتوجيه لاعبي الوسط بالتعامل الاقل مع الكرات المرتدة وتوجيهها الى المهاجمين بسرعة. ويمتلك الاتحاد مجموعة جيدة من اللاعبين يمكن للمدرب ان يعتمد عليهم في تنفيذ مهمات خاصة، ولا تتضح في الفريق نقاط ضعف تستحق التركيز من مدرب الفريق الخصم، فحارس المرمى حسين الصادق هو الرقم 2 في المنتخب، ولا يقل المدافعون كفاءة عن نظرائهم في فريق الشباب ويبرز محمد الخليوي ومحمد الصحفي واحمد جميل الذي ربما تخلف عن اللقاء بداعي الاصابة. ولدى الاتحاد عدد من لاعبي الوسط الذين يجيدون الادوار الدفاعية بطريقة منظمة وهو ما يحتاجه المدرب في لقاء اليوم على وجه الخصوص. ويبرز في خط الوسط محمد نور وجاري القرني وخالد الشمراني واللاعب الابرز في الموسم الحالي خميس الزهراني. ولايقل خط الهجوم الاتحادي قوة عن نظيره في الفريق الشبابي اذ يمتلك اربعة مهاجمين على مستوى مميز تمكنوا من احراز 48 هدفاً في مباريات المرحلة التمهيدية، ما يعني انهم يمثلون خط الهجوم الاقوى في الاندية السعودية، ويمكن للمدرب ان يعتمد على حمزة ادريس وعلي هادي والمغربي احمد بهجا والانكليزي داليان اتكنسون.