أوضح مصدر فرنسي مطلع ان باريس لا ترغب في دخول جدل مع الجزائر بعد الانتقادات التي وجهها رئيسها الجديد عبدالعزيز بوتفليقة للموقف الفرنسي. وابلغ المصدر "الحياة" ان "فرنسا مدركة ان العلاقة الفرنسية - الجزائرية معقدة، لكنها تتمناها قوية وصحية وهادئة". ولاحظ المصدر "ان فرنسا سمعت تصريحات حادة جداً من بوتفليقة في حين ان دولاً غربية اخرى انتقدت المسيرة الانتخابية في الجزائر بلهجة أقوى، ورغم ذلك فإن بوتفليقة وجّه الانتقادات الشديدة لفرنسا التي أخذت علماً بهذا الواقع ولن ترد وتدخل في جدل حوله". وعن الموقف الفرنسي من الانتخابات الرئاسية في الجزائر قال: "ان السلطات الجزائرية أعلنت قبل الاقتراع عزمها اجراء انتخابات ديموقراطية وتعددية. وأن السؤال الذي كان مطروحاً هو ما إذا كان سيتم انتخاب الرئيس في الدورة الأولى أم الدورة الثانية ليتبين انه لم تكن هناك أي دورة". وأضاف: "عندما يكون هناك ستة مرشحين، اثنان منهم كانا رئيسي حكومة سابقين والآخرون مسؤولون سابقون، يسحبون ترشيحاتهم من الانتخابات لأنهم اعتبروا ان ظروف الانتخابات الرئاسية غير متوافرة، فإن ذلك يعني ان هناك صدعاً واضحاً داخل النظام الجزائري وان هذه المسيرة البعيدة عن الديموقراطية تعيد الأمور الى أزمة ولّت". واعتبر "ان هذا ما جعل فرنسا تعبر عن قلقها والولايات المتحدة عن خيبة أملها. والملفت هو التفاوت بين ما حصل وما كان أعلن بالنسبة الى المسار الديموقراطي الذي كان يظهر تطوراً واضحاً يتجاوب مع ما يريده المجتمع الجزائري"، مشيراً الى "ان فرنسا امتنعت عن الإدلاء بأي تصريحات خلال الحملة الانتخابية، سواء من رئيس الجمهورية جاك شيراك، أو رئيس الحكومة ليونيل جوسبان، ووزير الخارجية هوبير فيدرين".