قال مصدر فرنسي مطّلع ل "الحياة" أن فرنسا نجحت في تهدئة جو العلاقات بينها وبين الجزائر. فبعد المجازر التي حدثت في كانون الثاني يناير في الجزائر، جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك لتسمح بفتح المجال امام تحسّن العلاقات بين البلدين ثم اتخذ كل من الرئيس شيراك ووزير خارجيته هوبير فيدرين مبادرة معينة تجاه السفير الجزائري الجديد في باريس محمد غوالمي. فعلى هامش الاحتفال بالسنة الجديدة في قصر الأليزيه لأعضاء السلك الديبلوماسي في فرنسا، تبادل كل من الرئيس شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان ووزير خارجيته فيدرين الحديث مع السفير غوالمي لمدة ربع ساعة ليشرحوا له بوضوح الموقف الفرنسي وأن فرنسا تتمنى علاقات هادئة وطبيعية مع الجزائر وألا تضع النظام الجزائري والإسلاميين على قدم المساواة. ومنذ ذلك الحين تحسّن جو العلاقات على الرغم من أن مهمة الترويكا الاوروبية لم تحقق نجاحا كبيرا. وتبع هذه المهمة زيارة قام بها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية جاك لانغ، عكست عودة الحوار والاتصالات الهادئة بين فرنساوالجزائر والسفير الفرنسي في الجزائر ألفريد سيفيرغاياردان يستقبل الآن بطريقة أفضل من قبل المسؤولين الجزائريين. فقد استقبله رئيس الحكومة الجزائري ومن المتوقع ان قوم وزير خارجية الجزائر احمد العطاف بزيارة الى باريس. على صعيد آخر، كشف المصدر ان علاقات فرنسا مع ليبيا في تحسّن مستمر منذ إغلاق القاضي جان لوي بروغيير ملف طائرة "يوتا"، اذ ارسلت فرنسا مبعوثين الى ليبيا هما رئيس معهد العالم العربي كميل كابانا ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان كلود كوسران. ومن المتوقع ان تتم محاكمة الليبيين المتهمين في قضية تفجير الطائرة "يوتا" في الخريف المقبل، مما سيفسح في المجال امام علاقات افضل بين البلدين. ومن المتوقع قيام موظفين ليبيين كبار بزيارة الى فرنسا لكن بالرغم من بقاء باريس متضامنة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا في شأن قضية تفجير طائرة الركاب الاميركية فوق بلدة لوكربي، لكنها تبدي الاستعداد لمساعدة حلفائها اي الولاياتالمتحدة وبريطانيا في إيجاد حلول لهذه القضية، خصوصاً وأن نظامهما القضائي يختلف عن النظام الفرنسي، إذ أنه لا يوجد عندهما محاكمات غيابية.