ستتكحل عيون نحو 98 الف متفرج، في 26 من الشهر الجاري على ملعب نوكامب الخاص بنادي برشلونة الاسباني، برؤية افضل فريقين اوروبيين للموسم 98-99 وهما مانشستر يونايتد الانكليزي وبايرن ميونيخ الالماني... وبلوغهما "العلالي" اي نهائي دوري ابطال الاندية لم يكن سوى المنطق نفسه. وخالف مانشستر التوقعات وحجز لنفسه مقعداً في مباراة القمة، للمرة الاولى في تاريخ المسابقة منذ 31 عاماً اي منذ ان توج بطلاً لها عام 1968 على حساب بنفيكا البرتغالي، وذلك عندما هزم يوفنتوس الايطالي صاحب الضيافة 3-2 على ملعب ديللي البي في مدينة تورينو امام 65500 متفرج في اياب الدور قبل النهائي. ولم يكن الكثيرون يعتقدون بأن "الشياطين الحمر" قادرون على التغلب على موقفهم الصعب الذي ارتسم بعد مباراة الذهاب التي انتهت 1-1 في مدينة مانشستر. اما بايرن ميونيخ الذي توج بطلاً للمسابقة في الاعوام 73 و74 و75 فهزم ضيفه الاوكراني 1-صفر مباراة الذهاب 3-3. وقد خصص لكل من مشجعي مانشستر وبايرن 25 الف بطاقة في مباراة القمة و10 آلاف لجمهور برشلونة. واللافت ان كلاً من الفريقين الانكليزي والالماني حل في المركز الثاني في الدوري المحلي بعد ارسنال وكايزرسلاوترن في الموسم الماضي. من الخسارة الى الفوز الغالي نتيجة المباراة لافتة وكذلك مجرياتها. اذ فاز يوفنتوس على ضيفه الانكليزي في المباريات التي جمعتهما في تورينو حتى اليوم، وتبين بسرعة صاروخية ان الفوز الخامس آت باعتبار ان الايطاليين الذين بلغوا مباراة القمة في المواسم الثلاثة الاخيرة تقدموا بهدفين بعد 11 دقيقة فقط، علماً بأن التعادل السلبي كان يكفيهم ليتأهلوا. والبداية كانت ايطالية، وبعد 6 دقائق فقط نفذت ركلة ركنية ليوفنتوس ومرر الفرنسي زين الدين زيدان الكرة الى فيليبو اينزاغي الذي افتتح التسجيل باكراً. وقبل ان يفيق مانشستر، الساعي الى الثلاثية الفريدة وهي الدوري والكأس في انكلترا والكأس الاوروبية الأم، من الصدمة عاجله اينزاغي نفسه بهدف ثان عندما سدد الكرة من داخل المنطقة لترتطم بساق المدافع الهولندي ياب ستام خادعة الحارس الدنماركي العملاق بيتر شمايكل 11. وقال مدرب مانشستر اليكس فيرغوسون بعد الهدف الثاني: "كنت قلقاً جداً من حدوث مجزرة اهداف، وهذا ما حصل للفريق في تاريخه الطويل... لكن الفارق بين الماضي والحاضر هو ان فريقي الجديد يعرف كيف يعوض". وما نفع مانشستر كثيراً وكثيراً جداً انه تمكن من تعديل الفارق بسرعة قبل ان يستسلم لاعبوه لليأس. ومن ركلة ركنية نفذها ديفيد بيكهام ارتقى قائد الفريق وهو الايرلندي روي كين وحول الكرة برأسه في الزاوية البعيدة عن متناول الحارس بيروتزي وكأنه يلعب "البلياردو" في الدقيقة 24. وبعدها تحول الانكليز من نمور من ورق الى نمور حقيقيين في حين شاب البطء اداء الايطاليين، ربما بسبب الخوف الشديد. ولا شك في ان خط دفاعهم العجوز كان في اسوأ حالاته وقد تلاعب به كول ويورك وبيكهام وكين كما شاؤوا... ولو انصفت النتيجة لانتهت ب 5-2. وفي واحد من احلى اهداف الموسم، رفع بيكهام الكرة من الجهة اليمنى كالعادة وفشل قلب الدفاع تشيرو فيريرا في تقديرها لتصل الى الترينيدادي دوايت يورك المتخصص بضربات الرأس فحولها بدقة واتقان على يسار بيروتزي مدركاً التعادل في الدقيقة 34. ولم تتغير الحال في الشوط الثاني، لان المعنويات الانكليزية كانت في القمة خلافاً لمعنويات الايطاليين... ولاحت للمضيفين فرصة التسجيل لكن العملاق شمايكل كان لتسديدة اينزاغي اليسرى بالمرصاد. وكانت الهجمات الايطالية بطيئة في صنعها والمرتدات الانكليزية خطيرة. ومن احدى المرتدات سدد يورك لكن في القائم الايمن، وسدد الظهير الايسر الايرلندي دينيس اروين لكن في القائم ذاته. وحاول زيدان طويلاً فلم ينجح، ومن مرتدة انكليزية في الدقيقة 84 شق يورك طريقه بين قلبي الدفاع مونتيرو وفيرارا وراوغ الحارس بيروتزي الذي اعاقه داخل المنطقة وترك الحكم الرائع اللعبة تسير لان اندي كول تابع الكرة داخل الشباك مسجلاً هدف الفوز. ولن يخوض كين مباراة القمة بعدما صار في جيبه انذاران. مثل مانشستر يونايتد: شمايكل - نيفيل ويونسن وستام وايروين - بيكهام وكين وبات وبلومكفيست سكولز - كول ويورك. مثل يوفنتوس: بيروتزي - بيرينديللي مونتيرو وفيرارا ويوليانو اموروزو وبيسوتو - كونتي وديشان ودافيدز ودي ليفيو فونسيكا - زيدان واينزاغي. للمرة الاولى منذ 12 عاماً وفي ميونيخ أ ف ب، امام 59 الف متفرج، فاز بايرن على كييف بهدف يتيم وبلغ المباراة النهائية للمرة السادسة في تاريخه والمرة الاولى منذ 12 عاماً اي منذ ان خسر امام بورتو البرتغالي الذي قاده الجزائري رابح ماجر 1-2. وسجل الدولي ماريو بازلر هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 35. ومن واجب بايرن ان يشكر حارس مرماه الدولي اوليفر كان الذي تألق في الذود عن مرماه طيلة الدقائق التسعين، وقال عنه مدربه اوتمار هيتسفيلد: "انه الافضل في العالم بكل تأكيد". وأشرك هيتسفيلد ثلاثة لاعبين جدد لم يخوضوا مباراة الذهاب، في حين لعب دينامو كييف الذي أعلن لاعبوه أنهم جاؤوا الى ميونيخ لتحقيق الفوز، بالتشكيلة ذاتها التي أرغمت على التعادل على ارضها 3-3 قبل اسبوعين. وبدأ دينامو المباراة بقوة واندفع نحو مرمى "كان" بحثاً عن افتتاح التسجيل بيد أن الاخير تألق في الحفاظ على نظافة شباكه خصوصاً عندما حول الضربة الرأسية لالكسندر شاتسكييفيتش الى ركنية في الدقيقة الاولى، ورأسية ثانية للاعب ذاته بعد 60 ثانية من الاولى. واستغل دينامو ارتباك مدافعي الفريق الالماني وكان بامكانه هز الشباك في مناسبتين الاولى في الدقيقة السادسة عبر فاليانتسين بيلكييفيتش من انفراد، والثانية بواسطة شاتسكييفيتش 13، لكن الكلمة الاخيرة كانت ل"كان" الذي تدخل في الوقت المناسب. ومع مرور الوقت بدأ لاعبو بايرن ميونيخ يتحكمون في زمام المبادرة وأتيحت لهم أربع فرص حقيقية لتسجيل هدف السبق بواسطة كل من الكسندر تسيكلر 15 و22 وينز يريميز 19 وبازلر من انفراد من 20 مترا 25. وانتظر بايرن ميونيخ حتى الدقيقة 35 لتسجيل هدف الفوز عندما استغل بازلر في الجهة اليمنى كرة مرتدة من الدفاع الاوكراني اثر ركلة ركنية وتلاعب بمدافعين وسدد في الزاوية البعيدة هدفاً رائعاً عجز الحارس تشوفكوفسكي عن منعه. وحاول دينامو كييف بلوغ مرمى بايرن ميونيخ لتسجيل هدفين يخولانه بلوغ المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخه، بيد أن نجمه وهداف دوري الابطال اندري تشيفتشينكو لم يكن في افضل ايامه واستسلم للرقابة التي فرضها عليه مدافعو الفريق الالماني. وأنقذ كان مرماه من هدف التعادل عندما أوقف توغل سيرغي ريبروف في الدقيقة 37، وتلاعب تسيكلر بالدفاع الاوكراني الذي اكد هيتسفيلد أنه نقطة الضعف بالنسبة لدينامو كييف، لكن من دون نتيجة 52، قبل ان يسدد كرة عالية أمام المرمى الخالي في الدقيقة 57. وخرج تشيفتشينكو من سجنه وكاد يسجل هدف التعادل في الدقيقة 81 لكنه وجد حارساً يقظا أخرج كل ما في جعبته لابعاد الكرة الى ركنية. وحاول بايرن الذي كان 6 لاعبين في صفوفه مهددين بالايقاف بسبب تلقيهم بطاقات صفراء قبل المباراة، اللعب باقتصاد حتى لا يخسر جهود أي منهم في المباراة النهائية التي يأمل حتى يوم اجرائها استرجاع هدافه ومهاجمه البرازيلي جيوفاني ايلبير المصاب في اربطة ركبته ليسانده في سعيه الى احراز اللقب للمرة الرابعة في تاريخه. مثل بايرن ميونيخ: كان- بابل وماتيوس وكوفور- لينكه ويريميز وايفنبرغ وتارنات فينكه- بازلر ويانكر صلاح حميديتش وتسيكلر دائي. مثل دينامو كييف: تشوفكوفسكي- لويني وفاتشتشوك وغولوفكو وكالادزي- غوسين كارداش وكوسوفسكي وتشاتسكييفيتش وبيلكييفيتش- تشيفتشينكو وريبروف.