سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأطلسي يحيي اليوم في واشنطن الذكرى ال 50 لقيامه بعد تحوله من الدفاع إلى الهجوم . كلينتون وبلير يستبقان تحفظات أوروربية بإحياء خطط لتدخلٍ بري في ... كوسوفو
طغت ازمة كوسوفو وسبل اجبار الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على سحب قواته من الاقليم على الاستعدادات لقمة دول حلف شمال الاطلسي التي تبدأ اعمالها في واشنطن اليوم الجمعة لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس الحلف. ستستمر القمة حتى الاحد المقبل ويشارك زعماء الدول ال19 الاعضاء اضافة الى قادة دول من اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي سابقاً، باستثناء روسيا التي قررت مقاطعة الاحتفالات برمتها. وفرضت واشنطن ولندن عشية القمة جدول اعمال جديداً ومميزاً للحلف باعلان الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير "مصادقتهما" ليل اول من امس على احياء خطط تهدف الى نشر قوات برية في كوسفو، مما هدد باحداث شرخ في التحالف الغربي، خصوصاً في ظل معارضة فرنسية - ايطالية - المانية لمثل هذا التدخل. ويأتي ذلك في وقت بدأت روسيا تحقق تقدماً في اقناع بلغراد بصيغة تسوية لأزمة كوسوفو. راجع ص 7 و8 وقال الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان كلينتون وبلير اجتمعا مساء الاربعاء خلال مأدبة عشاء في البيت الابيض، وناقشا الاستعدادات القائمة لقمة الاطلسي والنزاع في كوسوفو والوضع الاقتصادي الدولي والسلام في ايرلندا الشمالية. واضاف ان الزعيمين اجريا محادثات "طويلة بخصوص كوسوفو بحثا خلالها في حملة الغارات الجوية الحالية والحوار القائم في كثير من الاوساط في شأن انتشار القوات البرية، وصادقا على قرار الحلف باحياء خططه في هذا الشأن". وكان مخططاً للقمة الاطلسية قبل اندلاع الأزمة في البلقان، ان تكون مهرجاناً للاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس الحلف الذي لم يدخل في حرب طوال وجوده باستثناء الحرب الحالية ضد الرئيس ميلوشيفيتش. ومع دخول الازمة الكوسوفية اسبوعها الخامس واستمرار الحملات الجوية الاطلسية على القوات اليوغوسلافية والبنيات العسكرية التحتية، تحولت قمة الحلف في واشنطن من مجرد احتفالات بالذكرى وترحيب بالاعضاء الجدد بولونيا وهنغاريا وتشيخيا الى اختبار لمدى قدرة الاطلسي على الاستمرار والتضامن والتحرك في وجه ما وصفه وزير الخارجية البريطاني روبن كوك امس بأنه ولادة الفاشية من جديد في اوروبا. وبالطبع ستكون قضية ارسال قوات برية اطلسية الى البلقان موضع بحث في القمة بين زعماء الحلف، خصوصاً اعضائه الرئيسيين اي الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا والمانيا. وهو ما بدأه الرئيس كلينتون وبلير في ضوء مقترحات بريطانية وفرنسية متفاوتة في شأن ارسال قوات برية الى كوسوفو لحماية سكانها ولاعادة المهجرين. وبدت الادارة الاميركية اكثر تجاوباً مع فكرة لعب القوات البرية دوراً في حل المشكلة. وظهر ذلك عندما وافقت على ان يبدأ الاطلسي دراسة جدية لموضوع استخدام هذه القوات. وقالت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت لدى استقبالها امس الوزير كوك ان من غير الملائم اسقاط اي من الخيارات ومنها الخيار البري. لكنها اوضحت ان واشنطن لم تبدل موقفها في الوقت الحاضر، وهو "الثقة بأن حملة جوية مستمرة بلا هوادة قادرة على تحقيق اهدافنا. ولا نرحب بنشر القوات البرية في مناخ معاد في كوسوفو، لكننا على رغم ذلك نعتقد بضرورة مراجعة خططنا وتقويمنا للوضع"، ودعم جهود الامين العام للحلف خافيير سولانا في هذا المجال. وأكد الوزير كوك ان موقف بريطانيا واضح وهو "اننا لن نرسل قوات للقتال من اجل الدخول الى كوسوفو في عملية غزو بري…". وكان واضحاً من الكلام الاميركي والبريطاني ان قضية ارسال القوات للقيام بغزو لكوسوفو غير واردة الآن. لكن ما سيناقشه زعماء الحلف اليوم الجمعة بطريقة غير رسمية هو الافكار التي عرضها بلير، وهي ان ارسال قوات الى كوسوفو لحماية سكانها لن يكون مشروطاً بقبول بلغراد حلاً سلمياً. وان ذلك يمكن ان يتم بعد تدمير معظم قدراتها العسكرية ليصبح سهلاً ارسال القوات الدولية. وستدرس القمة الافكار الفرنسية التي اشار اليها الرئيس جاك شيراك وهي ان ارسال القوات البرية يجب ان يتم بعد اخذ موافقة مجلس الامن. علماً ان السير في هذا الاتجاه يعني تجاوز امكان استخدام روسيا حق النقض الفيتو ويتطلب دوراً اساسياً لموسكو. وفي هذا الاطار تأتي مهمة فيكتور شيرنوميردين مبعوث الرئيس يلتسن الى بلغراد.