سكوبيا - تيرانا - بون - جنيف - "الحياة"، أ.ب ، أ.ف.ب - بدأت أعمال المؤتمر الدولي حول لاجئي كوسوفو في بون أمس، وأعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون العمل الإنساني من البانيا أن مرحلة جديدة من التطهير العرقي بدأت في الاقليم: "كفى، هذا يكفي" وأكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة أن الصرب يستخدمون القطارات في عمليات الطرد الجماعية لسكان كوسوفو. في غضون ذلك سحبت اللجنة الدولية لمساعدة النازحين موظفيها من كوسوفو "نظراً الى التدهور السريع في الوضع الأمني". بونينو وقالت المفوضية الاوروبية ان "مرحلة جديدة من الازمة الرهيبة المستمرة منذ 1991 بدأت" في كوسوفو. وأضاف بونينو خلال زيارة قصيرة الى مركز مورينا الحدودي شمال البانيا الذي يعبره معظم اللاجئين من كوسوفو: "رأيت مشاهد من هذا النوع منذ 1991 في فوكوفار وغوراجدة وسربرينيتسا وتوزلا وساراييفو. كفى، هذا يكفي". واضافت انه من دون مساعدة دولية كبيرة "لن يستطيع الالبان الصمود. وهذا يعني، اذا استثنينا الفوضى الحاصلة ان بالامكان الاهتمام بامر مئة الف شخص العدد التقريبي للاجئين الى البانيا. لكن المأساة هي المليون شخص الذين لا يزالون في الجانب الاخر، اولئك الذين طردوا من ديارهم. كم من الوقت يلزم قبل ان يخل ذلك بالتوازن القائم هنا ايضا؟". وتابعت بونينو ان "جميع الذين يدخلون لا يحملون اوراق هوية ولا جوازات سفر … يجب ايجاد حل موقت لكي يستطيعوا ان يثبتوا لاحقا انهم قدموا من كوسوفو". وتصادر الشرطة الصربية عند المعابر الحدودية الاوراق الثبوتية التي يحملها الاف الاشخاص من ضحايا عملية "التطهير العرقي" التي باشرتها بلغراد في كوسوفو منذ بدء غارات حلف شمال الاطلسي. مؤتمر وفي بون، بدا ممثلو تسع دول مجاورة ليوغوسلافيا إضافة الى الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا بعد ظهر أمس الخميس مؤتمرا دوليا حول اللاجئين من كوسوفو. ويشارك في المؤتمر الذي استغرق ساعتين وزراء خارجية الترويكا الاوروبية المانيا وفنلندا والنمسا والمفوضان الاوروبيان رايما بونينو وهانس فان در بروك ورئيسة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ساداكو اوغاتا ورئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا وزير خارجية النروج نوت فولبيك. وناقش المجتمعون تنسيق المساعدات المقدمة الى اللاجئين والخطوات السياسية من اجل استقرار الوضع في البلقان. اللاجئون أكدت مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين أمس الخميس في جنيف ان "هناك ارتفاعا كبيرا في عدد البان كوسوفو الذين يغادرون الاقليم" وقد رحل "150 الف شخص في الايام التسعة الاخيرة". وأفاد بيان صادر عن المفوضية "ان عدد البان كوسوفو الذين يغادرون الاقليم ارتفع بكثافة الاربعاء وصباح الخميس ليصل الى 150 الف شخص على الاقل" خلال تسعة ايام. وحسب تقديرات المفوضية العليا فان 100 الف من البان كوسوفو دخلوا الى البانيا و 29 الفا الى مقدونيا و 27 الفا الى مونتينغرو خلال الأيام التسعة الاخيرة. وأفاد الناطق باسم المفوضية العليا كريس جانوفسكي ان "العدد الاكبر يصل الى البانيا لا سيما الى منطقة كوكيس". واوضحت مفوضية الاممالمتحدة ان رجال الجمارك على الحدود بين كوسوفو والبانيا يحاولون ابطاء تدفق الوافدين من خلال تسجيلهم كلاً على حدة ما يؤدي الى صفوف انتظار طويلة تحت المطر والبرد. واعلنت الحكومة الالبانية انه لم يعد في مقدورها استيعاب تدفق اللاجئين، في حين طالبت المفوضية العليا للاجئين ساداكو اوغاتا الدول التي تستقبل اللاجئين بابقاء حدودها مفتوحة. ومن المقرر ان تتوجه اوغاتا الاسبوع المقبل الى مقدونياوالبانيا كما ستزور روما في 7 نيسان ابريل. واوضحت المفوضية العليا للاجئين ان قطارين ينقلان حوالي ثلاثة الاف شخص وصلا الى مقدونيا الاربعاء واقل قطار ثالث الفي لاجىء ليلا من بريشتينا. واضاف الناطق جانوفسكي ان مندوبي المفوضية اعتبروا ان ذلك يذكر بالايام العصيبة خلال الحرب العالمية الثانية التي شهدت موجات نزوح ضخمة. من جهتها افادت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي كريستيان بيرتيوم في جنيف ان هذه الوكالة المتخصصة التابعة للامم المتحدة "تملك حاليا ما يكفي من الاغذية في المنطقة البالغة 34 الف طن". وسبق وارسلت الوكالة منذ 24 اذار مارس 200 طن من الاغذية الى اللاجئين. واوضحت الناطقة ان 750 طنا من مخزون الپ21 الف طن الموجودة في مرفأ بار مونتينغرو سترسل بحرا الى البانيا. ومن جانبها اعتبرت المديرة العامة لليونيسف كارول بيلامي في بيان لها في جنيف ان "وضع عشرات الاف الاشخاص النازحين داخل كوسوفو مخيف تماما مثل وضع اللاجئين". ومن المفترض ان تنقل طائرة استأجرتها اليونيسف اليوم الخميس اطنانا من المعدات الطبية من مخزونها في كوبنهاغن الى تيرانا.