اعلنت القوات الصربية في كوسوفو انها حققت نصراً كبيراً على مجموعة ضخمة من المقاتلين الألبان في منطقة قريبة من الحدود مع البانيا، بعد معركة ضارية استمرت يومين. وجاء ذلك في وقت افاد المركز الاعلامي الالباني في كوسوفو ان المعارك قرب الحدود افتعلتها السلطات الصربية بهدف اخلاء المنطقة من سكانها الألبان وتوطين الصرب في مكانهم. وبعث الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا برسالة الى منظمات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة ناشدها توفير معونات غذائية وطبية عاجلة الى حوالى 60 الف اسرة البانية فقدت ممتلكاتها بسبب الهجمات الصربية. ودعا روغوفا هذه المنظمات الى ارسال ممثلين عنها الى كوسوفو "للاطلاع على الاوضاع الانسانية المأسوية التي غدت تخيم على عدد كبير من المواطنين الألبان بسب الجرائم التي ارتكبتها القوات الصربية". الى ذلك، وجهت المفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ساداكو اوغاتا طلبات الى 15 دولة اوروبية يقيم فيها بصورة غير شرعية حوالى 150 الف الباني من كوسوفو، دعتها الى عدم ترحيل هؤلاء اللاجئين "لأن التوتر بلغ اقصى حد في مناطق كثيرة من الاقليم". من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم القوات الصربية في كوسوفو ان وحداتها العاملة قرب الحدود مع البانيا "دحرت مجموعة ارهابية البانية مؤلفة من حوالى 200 انفصالي هاجمت مراكز الشرطة الموجودة قرب قرية بونوشافاتس في بلدية جاكوفيتسا". واعترف الناطق بأن القوات الصربية اضطرت للرد على نيران المقاتلين الألبان "مستخدمة نيران المدفعية والمصفحات ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم رومي غجري واحد فيما اصيب خمسة آخرون بجروح". وشاهد الصحافيون الذين تمكنوا من الوصول الى المنطقة امس الثلثاء بعد تراجع حدة القتال، "الدمار الذي احدثته المدفعية الصربية بمنازل الألبان في المنطقة". كما اطلع الصحافيون على كميات كبيرة من الاسلحة ذكرت القوات الصربية "ان الارهابيين تركوها اثناء انسحابهم الى داخل اراضي البانيا القريبة من منطقة القتال". وأبلغ المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو "الحياة" في اتصال هاتفي من العاصمة بريشتينا "ان القوات الصربية هاجمت قرية بونوشافاتس دون اي مبرر لاخلائها من سكانها الألبان بسبب وقوعها قرب الحدود مع البانيا". وأضاف المركز ان "بونوشافاتس وقرى عدة اخرى مجاورة، اصبحت مهجورة وان عدد القتلى اكثر بكثير مما اعلنته السلطات الصربية". ووصف العمليات الصربية في المنطقة الحدودية مع البانيا بأنها "تهدف الى افراغها من سكانها الألبان في عمليات تطهير عرقية واسعة وتوطين الصرب محلهم بذريعة توفير حزام امني يضمن وقف التسلل الى كوسوفو".