انتقد الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي منظمة "مجاهدين خلق" بعنف، ووصف اعضاءها بأنهم "قتلة مفلسون". وتوعد اعضاء الحركة ضمناً بقوله انهم "يحفرون قبورهم بأيديهم" بعد اغتيالهم اللواء علي صياد شيراز الذي كان يتولى منصب نائب رئيس الاركان المشتركة للقوات المسلحة المؤلفة من الجيش والحرس الثوري. تجنب الرئيس الايراني محمد خاتمي في خطاب ألقاه أمس في ميدان "ازادي" الحرية جنوب غربي طهران الذي شهد عرضاً عسكرياً للقوات البرية والبحرية والجوية التابعة للجيش والحرس الثوري، لمناسبة يوم الجيش التعليق على تصريحات الرئيس الاميركي اخيراً في شأن العلاقات الأميركية - الايرانية. وكان خاتمي محاطاً بوزير الدفاع الادميرال علي شمخاني وقائد الجيش الجنرال علي شهبازي وقائد الحرس الثوري اللواء يحيى رحيم صفوي وكبار قادة وضباط الجيوش، في حضور الملحقين العسكريين الاجانب المعتمدين لدى طهران. وعلى رغم ان غالبية المراقبين كانوا يتوقعون ان تتضمن كلمة خاتمي موقفا او تعليقا على تصريحات الرئيس الاميركي بيل كلينتون الاخيرة والتي تضمنت اقراراً بأن سياسات الغرب وأميركا على مدى نصف قرن ألحقت اضراراً بالشعب الايراني، خصوصاً ان هذا الملف يحظى منذ أيام باهتمام الطبقة السياسية وتعكسه افتتاحيات وتعليقات الصحف الموالية للجناحين الرئيسيين في الحكم، فإن خاتمي آثر تفادي التطرق او حتى الاشارة الى هذه النقطة. ما حدا بالمراقبين الى اعتبار صمته في حد ذاته موقفاً. وركز الرئيس الايراني في كلمته على مقتل اللواء شيرازي الذي كان "يحظى باحترام الشعب والمسؤولين كافة بميولهم المختلفة". وحمل بعنف على "مجاهدين خلق"، وقال ان "دعاة العنف المفلسين الذين لا يفهمون سوى لغة العنف نفذوا آخر محاولاتهم الآثمة ولطخت سيوفهم دماء الجنرال شيرازي الطاهرة". وتابع ان "القتلة وسافكي الدماء ليس لهم اي موقع بين ابناء شعبنا، وفعلتهم الشنيعة تعكس عجزهم ويأسهم وعزلتهم عن الشعب". وخلت عبارات خاتمي من مصطلحات الوعيد بالانتقام المباشر، لكنه ألمح الى ان هذا الامر لن يمر من دون رد "فهؤلاء يحفرون قبورهم بأيديهم، وهم غاضبون على الشعب الايراني لأنه طردهم وأجبرهم على اللجوء للعدو" من دون ان يحدد هوية هذا العدو، هل هو العراق الذي تتخذ منه "مجاهدين خلق" قاعدة عسكرية لها، ام الغرب الاوروبي والاميركي الذي يتهمه الايرانيون باحتضان "مجاهدين خلق" وتسهيل حركتهم. وكان ينتظر ان يظهر في العرض العسكري نموذج من صاروخ "صياد - 1" ارض - جو المضاد للطائرات والذي قالت القوات المسلحة انها اجرت تجربة "ناجحة" له الاسبوع الماضي.