قالت مصادر "مطلعة" موثوق بها في طهران ل"الحياة" ان عدم ادانة الحكومة البريطانية بشكل صريح وعلني عملية الاغتيال التي قام بها "مجاهدين خلق" ضد الجنرال علي صياد شيرازي نائب رئيس الاركان المشتركة للقوات المسلحة "سيرجئ بالضرورة اي قرار او توجه لتطبيع كامل للعلاقات الديبلوماسية بين الجمهورية الاسلامية وبريطانيا ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الى درجة سفير". واعتبرت ان الانباء التي تحدثت عن ترقية القائمين بالاعمال في العاصمتين طهرانولندن الى سفيرين "في الايام المقبلة" كان "يمكن ان تتحقق لو اتخذت الحكومة البريطانية موقفاً صريحاً وعلنياً يندد بالارهاب والارهابيين وعملية اغتيال الشهيد شيرازي، لكن ذلك لم يحصل كما لم تظهر اي علامات او اشارات تفيد بأن لندن متأسفة لحدوث العملية الارهابية". لكن هذه المصادر "المطلعة" شددت على ان المساعي "جدية بالفعل لتطبيع كامل للعلاقات الديبلوماسية وان المسألة مسألة وقت". الى ذلك، انتقدت طهران اربعاً من اهم العواصم الاوروبية لالتزامها الصمت ازاء حادث اغتيال شيرازي، وقالت الاذاعة الايرانية ان "صمت الدول الاوروبية على غرار فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا يثبت انها غير صادقة ازاء التصدي لأزمة الارهاب" علماً ان وزير المستشارية الالمانية بودو هومباش الذي زار طهران قبل ايام ندد بعملية الاغتيال، ونقلت وكالة الانباء الايرانية عنه وصفه ما حدث بأنه "عمل ارهابي". وتابعت الاذاعة الايرانية ان على دول الاتحاد الاوروبي "ان تأخذ موقفاً من هذا العمل الارهابي سيما وان الارهابيين المنافقين مجاهدين خلق يتنقلون بحرية في اوروبا". وكان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي اتهم الدول الغربية ب"الاستعانة بارهابيين لاغتيال ثوريين والسعي الى السيطرة على الجمهورية الاسلامية"، وحمّلت القيادة العسكرية الايرانية مسؤولية ما حدث ل"اميركا ومرتزقتها". الى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الايراني كمال خرازي زيارة الى بون غداً قبل ان يتوجه الى موسكو في وقت لاحق من الاسبوع المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية في طهران ل"الحياة" ان خرازي سيبحث في بون مسألة زيارة الرئيس محمد خاتمي الى المانيا وموضوع كوسوفو، وسيناقش في موسكو ملف كوسوفو ايضاً. من جهة اخرى، ندد الفاتيكان بعملية اغتيال اللواء علي صياد شيرازي الذي كان نائباً لرئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة المؤلفة من الجيش والحرس الثوري ومستشاراً عسكرياً لمرشد الجمهورية الاسلامية القائد الأعلى للقوات المسلحة. ووصف المسؤول الاعلامي في الفاتيكان القس برناردو شرولرا الاغتيال بأنه "عمل إرهابي"، واعتبر ان منفذي العملية يهدفون الى تعويق مسار الانفتاح بين ايران والمجتمع الدولي. وكانت منظمة "مجاهدي خلق" تبنت حادث الاغتيال واتخذت طهران من العملية مدخلاً لتوجيه اللوم الى عواصم في الغرب الأوروبي والأميركي "لاستمرارها في احتضان الارهابيين وتقديم التسهيلات لهم"، ودعت المسؤولين في هذه العواصم الى عدم التزام الصمت إزاء "هذه الجرائم الارهابية". ويُعتبر الموقف الذي أعلنه الفاتيكان من حادث الاغتيال سابقة، ويكتسب أهمية بالغة سيما وأنه تجنب العمومية وندد بوضوح بهذه "العمليات الارهابية"، وهو يشير الى أن اللقاء الذي جمع البابا يوحنا بولس الثاني والرئيس سيد محمد خاتمي في الفاتيكان الشهر الماضي أثمر تحسناً ملحوظاً في العلاقات، يرجح أن يتوطد أكثر في المستقبل. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن المسؤول الاعلامي في الفاتيكان قوله "ان مجاهدي خلق نفذوا العملية الارهابية الأخيرة اغتيال شيرازي لإعاقة وإضعاف مسيرة العلاقات والمحادثات بين إيران والمجتمع الدولي". وتابع: "اننا ندين الارهاب لأي هدف وتحت أي ذريعة". ودعا شرولرا ايران الى "مواصلة سياسة الحوار والاتصال بالمجتمع الدولي لإحباط آثار هذه العمليات وأهدافها". وأشار الى محادثات البابا وخاتمي التي شددت على أن "حوادث العنف كالإرهاب والاغتيالات هي وليدة الأفكار المادية". وأكد المسؤول في الفاتيكان ان "الحوار كفيل بتحقيق السلام"، معرباً عن "الارتياح للعلاقات القائمة بين المسلمين والمسيحيين".