اغتيل في طهران صباح امس واحد من أبرز قادة القوات المسلحة الايرانية. واعلن مقتل اللواء علي صياد شيرازي الذي يلقب ب"الرجل الحديد" امام منزله في شمال العاصمة على ايدي من وصفهم الاعلام الرسمي بأنهم "ارهابيون". واعلنت منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة مسؤوليتها عن العملية فيما تعهد القائد العام لقوات "الحرس الثوري" الجنرال يحيى رحيم صفوي "الانتقام بلا رحمة من الارهابيين"، واعتبر الرئيس محمد خاتمي ان عملية الاغتيال "تعكس عجز ويأس" منفذيها. وتزامن الحادث مع وصول مسؤول الماني كبير الى طهران التي ابلغته "استياءها" من استمرار "احتضان" دول اوروبية عناصر "ارهابية" ايرانية. راجع ص 4 وجاء في بيان لمنظمة "مجاهدين خلق" التي تقيم قواعد عسكرية في العراق ان "وحدات ضاربة تابعة للمجاهدين انزلت العقاب باللواء علي صياد شيرازي بسبب سوابقه الاجرامية ولارتكابه جرائم لا تحصى، وتبعيته وعمالته للملالي". ويكتسب الحادث ابعاداً خطيرة، اذ ان شيرازي كان يتولى منصب نائب رئيس الاركان المشتركة للقوات المسلحة المؤلفة من الجيش و"الحرس الثوري"، وكان مستشاراً عسكرياً لمرشد الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة آية الله علي خامنئي. وأفاد بيان للقوات المسلحة ان شيرازي قتل في الساعة السادسة و45 دقيقة صباحاً لدى مغادرته منزله في طريقه الى موقع عمله. ولم يتضمن البيان تفاصيل عن كيفية قتله كذلك لم يحدد هوية الجناة الذين اكتفى بوصفهم بأنهم "عناصر ارهابية مأجورة". وعلم ان العملية نفذها شخصان كانا متنكرين بزي عمال التنظيفات التابعين للبلدية، واستدرجا شيرازي فيما كان يهمّ بمغادرة منزله ليستخدم سيارته من دون حرس شخصي، واوهمه أحد الجانيين بأنه يحمل رسالة اليه، ثم اطلق عليه ثلاث رصاصات اصابته في رأسه ورقبته، فتوفي قبل وصوله الى مستشفى، امام نجله الصغير الذي كان يرافقه ليتوجه الى المدرسة. ونعت القيادة العسكرية شيرازي، واشار بيان للجيش الى ان "اللواء البارز في الجيش الاسلامي" اصبح "في عداد الشهداء في هذا الهجوم" في حين اعتبر خاتمي ان "عمليات كهذه تهدف الى جر الشعب الى العنف وتستهدف مكاسب مسيرة نظام الجمهورية الاسلامية وانجازاتها". وشدد على ان "هذه المحاولات التي تعكس عجز الارهابيين ويأسهم مآلها الفشل". وذاع صيت شيرازي الذي رقاه خامنئي الى رتبة لواء الاثنين الماضي، في مرحلة الحرب العراقية - الايرانية 1980 - 1988، وهو كان قائداً للقوات البرية التابعة للجيش، ويعتبر والقائد العام السابق ل"الحرس الثوري" الجنرال محسن رضائي "بطلي الحرب". وقاد شيرازي بنفسه حملات على الجبهة في غرب البلاد، ولُقب ب"الرجل الحديد" كما انه من كبار الضباط الذين قادوا حملات استهدفت الحركات المعارضة الايرانية المسلحة، خصوصاً المعارضة الكردية و"مجاهدين خلق".