ديلي تيمور الشرقية - أ ف ب، رويترز - ظل حوالى مئة شخص مفقودين في تيمور الشرقية امس الاحد غداة يوم من العنف سقط خلاله 30 قتيلا نتيجة هجمات شنتها الميليشيات المسلحة الموالية لاندونيسيا ضد التيموريين المطالبين بحق تقرير المصير. واستمر التوتر شديدا امس غداة هجوم على منزل مانويل كراسكالاو وهو شخصية سياسية بارزة في تيمور الشرقية. وفتحت عناصر الميليشيات النار لمدة ساعة تقريبا في سوق وسط ديلي عاصمة الاقليم . ودانت اندونيسيا الهجمات الدامية للميليشيات واعلنت تصميمها على عدم السماح لتلك الاعمال باخراج عملية السلام التي ترعاها الاممالمتحدة عن مسارها. وقالت ديوي فوتونا انور مستشارة الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي ان جاكارتا تعترف بمسؤوليتها عن اعمال العنف الدامية لكنها مازالت ملتزمة بعملية السلام التي تتوسط فيها الاممالمتحدة0 واضافت مستشارة الرئيس: "اننا نشعر بقلق حقيقي ازاء ماحدث السبت ونأمل بالا يعطل جدول اعمال اجتماع هذا الاسبوع بين وزيري الخارجية" الاندونيسي والبرتغالي. ويجتمع الوزيران في نيويورك الخميس المقبل لاجراء محادثات تحت رعاية الاممالمتحدة بشأن اقتراع يسمح لتيمور الشرقية بالخيار بين الاستقلال والحكم الذاتي الموسع داخل اندونيسيا. واضافت فوتونا انور ان جاكرتا "تريد تسوية سلمية. واذا اراد التيموريون البقاء كجزء من اندونيسيا فليتحقق ذلك سلميا واذا ارادوا الانفصال فسنسعى الى علاقات سلمية مع تيمور الشرقة". وأثارت أعمال العنف الاخيرة غضبا دوليا والقت معظم الحكومات الاجنبية اللوم على جاكرتا التي فشلت في السيطرة على الميليشيات الموالية لها في الاقليم. وتردد في ديلي وضواحيها امس دوي اطلاق نار كثيف فيما بقيت الشوارع وسط المدينة مقفرة والمتاجر والمؤسسات مغلقة. ونقل عن شهود ان عناصر الميليشيات تقتل وتسرق والشرطة والجيش لا يتدخلان. واوضح مسؤول في اللجنة الرسمية لحقوق الانسان ان الشرطة عثرت امس على عشرين جثة بينها 12 في مقر كراسكالاو الذي تعرض لهجوم اول من امس شنه حوالى 300 عنصر من ميليشيا "ميراه بوتيه". وكان زعيم هذه الميليشيا ابيليو سواريز اعلن قبل ساعات خلال مهرجان تسلم خلاله اسلحة في حضور حاكم الاقليم، بدء حملة التطهير العام التي تستهدف انصار استقلال تيمور الشرقية. وقال احد اقرباء كراسكالاو انه كان في منزل الاخير 126 شخصا طردوا من قراهم خلال هجمات سابقة قامت بها الميليشيا الموالية لاندونيسيا، اضافة الى ابنه واثنين من اقربائه. وتمكن ثلاثة او اربعة اشخاص من اللجوء الى الاسقفية المجاورة في حين تم انتشال 12 جثة من تحت انقاض المنزل. غير ان اكثر من مئة شخص كانوا في المنزل، لا يزالون مفقودين. وقال الصليب الاحمر الاندونيسي ان القتلى والجرحى والناجين نقلوا جميعا بعد ظهر اول من امس على متن شاحنات عسكرية، لكن لم يعثر لهم على اثر بعد ذلك. وأفيد انه ليس هناك جرحى في المستشفيات التي يخضع الوصول اليها لمراقبة شديدة من الشرطة التي جالت ليل السبت الاحد على عدد من المؤسسات الخيرية للسؤال عن اي جرحى قد يكونون نقلوا اليها. وقالت مصادر دينية ان ميليشيا "ميراه بوتيه" قتلت 25 شخصا على الاقل 59 حسب مصادر المنظمات الانسانية في كنيسة في بلدة ليكيسا على بعد 40 كيلومترا الى الغرب من ديلي الجمعة. وقال شاب تيموري: لو لم يكن الجيش وراءهم، لاستطعنا الوقوف في وجههم. لكن الجيش يدعمهم ونحن لا نستطيع مواجهة بنادقهم".