رغم أنه لا يتجاوز الپ34 عاماً، نجح المصمم اللبناني إيلي صعب في اقتحام دور الأزياء العالمية، وأخذ ينافس ببراعته رواد مصممي الأزياء العالميين. ترى اسمه في مجلات الموضة العالمية الى جانب أسماء عالمية لامعة مثل كريستيان ديور وإيف سان لوران وروكوبا روكو وكريستيان لاكروا وتييري موغلر وسواهم... ملهمته المرأة الحاضرة دوماً في ثنايا خياله، من أجلها يعمل ويبدع. وعاماً بعد عام، تشرّع النجومية والعالمية أبوابها له. فمنذ عام، اعتمد من بين 12 مصمم لتصميم أزياء أفلام هوليوود وحفلات توزيع الجوائز العالمية كالأوسكار، وهو العربي الوحيد بين هؤلاء المصممين العالميين. لا تتوجه تصاميم صعب الى النساء ذوات الجمال الاستثنائي والمقاييس المتكاملة فقط، بل تتوافق مع جمال المرأة العادية: "أنا مصمّم أعمل لجميع النساء مهما اكتنفت مقاييسهنّ عيوب". لمسته المميّزة على القماش أكسبته جواز مرور الى النجاح، فالعالمية. لا يكثر من الزخرفات، بل يحصرها في مساحة معينة من الثوب. وحين يصمم فستاناً، يستوحي شخصية المرأة وملامحها الداخلية قبل شكلها الخارجي، إذ "لا يمكن الباس امرأة تنبض حيوية على غرار أخرى جامدة لا تتحرك" حسبما يقول. جمال التصميم، في رأيه، "ليس في المبالغة في الزخرفات بل في البساطة". ويقول لتعريف المرأة الأنيقة: "لم تعد صيحات الموضة مهمة جداً في عصرنا، نحن في زمن تستطيع كل امرأة فيه أن تختار الموضة الملائمة لها، حتى الألوان التي لا تتوافق مع شخصيّتها يمكنها الاستغناء عنها". ويأسف للنساء اللواتي يخترن أزياءهن عشوائياً ومزاجياً: "لا تنظر بعض النساء الى المرآة، أرى بعضهن جميلات في الأيام العادية، ولا أعود أعرفهن في المناسبات بسبب مبالغتهن في التبرّج وتصفيف الشعر وأزياءهن المفذلكة. على المرأة أن تحافظ على شخصيتها الطبيعية حتى لا تتحول الى دمية اصطناعية لا روح فيها". انطلاقة ايلي صعب بدأت من لبنان وتوسعت نحو الدول الخليجية حيث لقي نجاحاً كبيراً. يقول: "منطقة الخليج تملك ذوقاً خاصاً وعادات وتقاليد مميّزة، وقد ماشيت هذا الأمر في البداية. فقبل سبع سنوات كنت أصمم مجموعتين، واحدة لبيروت وأوروبا وأخرى للبلدان الخليجية، بينما لا أصمّم اليوم سوى واحدة...". يملك ايلي صعب اليوم داراً للأزياء في ميلانو. ويرد اختراقه دور الأزياء العالمية حيث المنافسة شديدة الى نجاحه في فرض نفسه منافساً وحيداً لدور الأزياء الأوروبية في الشرق الأوسط.: "لقد تعرّف الأوروبيون الى تصاميمي قبل التعرف إليّ شخصياً، وأدركوا أنني بتّ المنافس الوحيد لهم في عقر دارهم، واختبروا قوة انتشاري في منطقتي. هذا الأمر سهل عليّ الانخراط في دائرتهم المغلقة نسبيّاً". من جهة أخرى، يلاحظ صعب أن "أسلوب المرأة الشرقية في اختيار ملابسها مختلف تماماً عن الغربيّة. اذ تولي المرأة العربية الأزياء وقتها وتهتم بأدق التفاصيل، وتهوى الفخامة والترف، على نقيض الأوروبيّات اللواتي تهتممن أكثر بإبراز الفستان لجمالهن". لا يمكن الحديث مع إيلي صعب على مشارف موسم جديد من دون الاستفسار عن الموضة المقبلة. وقد عرض أخيراً في "أوتيل بلازا" في روما مجموعته لربيع وصيف 1999، ويوضح: "كانت أبسط من سابقاتها، فقد استعملت فيها ألواناً لم أعتدها مثل الرمادي الفاتح والفضي وألوان الباستيل، وكانت لمساتي مختلفة". وللنساء اللواتي يتساءلن ماذا سيرتدين الموسم المقبل، يقول: "الفضّي هو على الموضة، كذلك الألوان الفاتحة، خصوصاً الزهر ومشتقاته. القصير ليس دارجاً، والطول الأنسب هو الذي يلامس الركبة". أخيراً يحدد إيلي صعب سر نجاحه كالآتي: "أعلم ماذا أريد. أدرس خطواتي جيداً واضعاً الخطط الملائمة لمشاريعي، وأعتمد دوماً على رضى أبي وأمّي".