أحبّ مصمّم الأزياء السّعودي محمد ابراهيم فنّ تصميم وابتكار فساتين الهوت كوتير منذ بدأ بتجارة الملابس النّسائيّة الجاهزة، وكانت أولى محاولاته قبل عشر سنوات، حيث بدأ بطرح أفكاره على نطاق ضيّق ليختبر ردّة الفعل عليها، يقول «موهبتي كانت مدفونة واكتشفتها وحاولت تنميتها من خلال استقدامي مدرّسين خصوصيين إلى المملكة، بعد عملي سنتين في مجال التّصميم». إصرار محمد جعله يتّجه إلى متابعة الموضة على نطاق واسع من خلال متابعته لأسابيع الموضة العالميّة، إلى أن قرّر تقديم أوّل عرض له على نطاق واسع، يقول «استلزم الأمر ست سنوات حتّى أتمكّن من تقديم أوّل عروضي، فقد كان يهمّني أن أنطلق من أرضية ثابتة، وأن أكون على مستوى ما يقدّم من أفكار وتصاميم». في مجتمع محافظ، يؤكّد أنّ الخيال يلعب دوراً أكبر في ابتكار موديلات ترضي المرأة، يقول «أنا إبن هذا المجتمع، بالتالي أنا أعرف ما الذي يناسب المرأة، وماذا تريد من الموضة». بعد أن دخل مجال التّصميم توقّف عن استيراد الملابس الجاهزة، وبدأ يصمّم أزياء الدّار الخاصّة به. تتميّز تصاميم إبراهيم بالكلاسيكيّة وهي بحسب تعبيره تشبه شخصيّته الهادئة، يقول «التّصميم ليس فقط فن إرضاء النّاس، بل هو يخرج ما في جعبتك من أفكار، وأنا أجسّد أفكاري من وحي خيالي ومن الأمور التي أحبّها، لذا فمعظم تصاميمي تجسّد شخصيّتي، فأنا أحب الملابس الكلاسيكيّة الفاخرة». وعن مدى اجتماع عنصر الإبهار والكلاسيكيّة في ثوب واحد يقول «تصاميمي كلاسيكيّة ومبهرة في آن معاً، فهي بسيطة لكنها أنيقة جداً، لديّ بعد في التصميم يجعل السّيدة تغوص في تفاصيل الثّوب الكثيرة على بساطته». تأثّر محمد ابراهيم بالمصمّم اللبناني إيلي صعب، وأعجب منذ بدايته بأسلوبه الذي يجمع بين الكلاسيكيّة والحداثة، مع إصراره على إظهار المرأة بصورة أنثويّة محترفة. ويعزم المصمّم السّعودي بعد نجاحه في مجال الهوت كوتير، على الدّخول في مجال تصميم الملابس الكاجوال، لذا قام في عرضه الأخير بتصميم ثلاث قطع من الملابس الجاهزة، مع حرصه على إدخال عنصر الأناقة على الملابس اليوميّة، لكنّه لا يخفي ميله إلى فساتين السّهرة التي يفجّر فيها ما لديه من إبداعات. ابراهيم العائد لتوّه من دبي حيث عرض تشكيلته الجديدة ضمن فعاليات معرض «العروس»، تحدّث عن عرضه الأخير الذي حقّق نجاحاً كبيراً، لا سيّما وأنّه يحرص خلال عرضه في بلد ما، على تجسيد أفكاره ومراعاة الذوق السّائد في آن معاً. أبرز القطع التي قدّمها المصمّم، ثوب زفاف غير تقليدي تخلّى فيه عن الفستان لصالح البنطلون، ليجذب انتباه الأوروبيين الموجودين بكثرة في دبي. ومن المفترض أن يعرض محمد ابراهيم تشكيلته الجديدة في دبي في شهر أغسطس، لخريف وشتاء 2005-2006، على أن يعرض في بيروت ضمن فعاليّات معرض «أعراسنا» الذي سيقام في فينيسيا، مطلع العام 2006.