عادت قضية بلدة أرنون الجنوبية إلى صدارة الإهتمام. وتمركزت قوة إسرائيلية مدرعة في حارتها الشرقية فجراً بعد استهداف المقاومة ليل اول من امس دورية مشاة من "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، على طريق قلعة الشقيف. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن مصادر أمنية رفيعة المستوى "ان القوات الإسرائيلية لن تسكت عما يحدث في بلدة أرنون، وانها ستتخذ الإجراءات الكفيلة لمنع تكرار ما حصل لجهة استهداف الجنود الإسرائيليين قرب قلعة الشقيف". وكان لبنان تبلّغ اول من امس من السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد ان الجانب الاسرائىلي يفكّر بالقيام بعمل انتقامي، وان مساعد وزير الخارجية الاميركية مارتن أنديك بذل جهوداً مع تل أبيب لتجنّب التصعيد. وطالب ساترفيلد الجانب اللبناني بان يبذل جهوداً لضبط الوضع منعاً لتصعيد عسكري واتخاذ اجراءات لمنع استخدام بلدة أرنون من اجل عمليات ضد الاسرائىليين، بإدخال الجيش إليها وإقامة مخفر لقوى الأمن فيها. وفي هذا الإطار، قال النائب محمد رعد "حزب الله" أن التذمر الإسرائيلي الذي نقله ساترفيلد الى المسؤولين اللبنانيين "يوحي بأنه طلب تهدئة خلال مرحلة التجاذب الإنتخابي في إسرائيل". وأضاف "ان هذا الأمر لا يقبله أحد في لبنان، لأن الحل أمام الإسرائيليين هو الإنسحاب غير المشروط، وما دام الإحتلال قائماً على شبر واحد من لبنان، فالمقاومة ستواصل عملياتها ضده، ضمن تفاهم نيسان ابريل". وتابع "أما إذا كان العدو يتذرّع لعدوان ما يحضّر له، فهذا يعني ان لديه نيات تصعيدية، ليست المقاومة مسؤولة عنها، وإن كانت ستردّ على أي عمل عدواني بالشكل المناسب". واستبعد رعد قيام إسرائيل "بعملية عسكرية كبيرة" في هذه المرحلة. ونفى سفير روسيا في لبنان أوليغ بيريسبيكين، الذي أبلغ وزارة الخارجية اللبنانية زيارة وزير خارجية بلاده إيغور إيفانوف بيروت ضمن جولة شرق أوسطية، أن تكون لديه معلومات رسمية عن طلب إسرائيل وساطة روسية للإنسحاب من جنوبلبنان، أو أن يكون الوضع الجنوبي طرح أثناء زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أرييل شارون لموسكو أخيراً. وسط هذه الأجواء اجتمعت لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان امس في مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة للبحث في أربع شكاوى: لبنانية تتعلق بإطلاق زوارق حربية إسرائيلية النار على مراكب الصيادين قبالة شاطئ صور، وثلاث إسرائيلية تتعلق بإطلاق المقاومة النار من داخل بلدة مجدل سلم وتضرر منزلين في بلدة رب ثلاثين المحتلة والعثور على عبوات وأسلحة في البلدة نفسها.