استمرت أعمال العنف والقتل في الجزائر مع بدء أفراد الجيش واجهزة الأمن الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة وذهب ضحيتها على الأقل 10 مواطنين. وشرع أعضاء الهيئات النظامية أمس في عموم أنحاء الجزائر في أداء واجبهم الانتخابي في مقرات عملهم طبقاً لاحكام قانون الانتخابات في مادته 163 التي تنص على: "إن أفراد الجيش الوطني الشعبي وأسلاك أجهزة الأمن يمارسون حقهم في التصويت في أماكن عملهم"، على ان تنقل صناديق الاقتراع الى مراكز الربط للفرز في حضور ممثلي المرشحين السبعة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان عدد الناخبين من هذه الهيئة النظامية يبلغ 450 ألف ناخب. وعشية ذلك، أقامت مجموعة مسلحة قدرت بأكثر من 20 مسلحاً حاجزاً أمنياً مزيفاً. اسفر عن مقتل 10 مواطنين، حسب بيان رسمي أصدرته مصالح الأمن، فيما ذكرت مصادر اعلامية ان عدد القتلى 18 شخصاً وان ثلاثة آخرين اختطفوا. ونصب الحاجز المزيف في قرقور ببلدية زلامطة التي تبعد 50 كلم عن مقر ولاية معسكر، ونقلت جثث الضحايا الى مستشفى وهران وتغنيف. وقال شهود عيان ان المسلحين أرغموا السيارات على الوقوف وذبحوا المسافرين، وأحرقوا شاحنتين وسيارة من نوع "مازدا" تابعة لأحد الفلاحين. وأكدوا ان العناصر المسلحة كانت ترتدي الزي العسكري وان بعضهم كان يرتدي اللباس الافغاني. وذكرت صحيفة "اليوم" ان قوات الأمن عثرت خلال مطاردة المسلحين على خمسة قتلى من المختطفين، في حين لا يزال مصير ثلاثة آخرين مجهولاً. وتتراوح أعمار القتلى بين 18 و50 سنة. واجمعت التقارير الصحافية على ان موقع المجزرة يحاذي المناطق التي تشهد عمليات تمشيط واسعة تقودها وحدات الجيش مدعمة بالطائرات المروحية. وفي قسنطينة، اغتيل شابان أنهيا خدمتهما العسكرية مساء أول من امس في كل من حي الصنوبر الشمالي وحي بن تليس برصاص مجموعتين مسلحتين. وفي جيجل تمكن شابان آخران أديا خدمتهما العسكرية السبت الماضي من الإفلات من قبضة مجموعة مسلحة بعد خطفهما من مقهى، وأصيبا بجروح نقلا إثرها الى مستشفى ميلة وقسنطينة. أما في تيارت، فقد أوردت صحيفة "اليوم" ان قنبلتين انفجرتا أول من أمس في دائرة العقلة ولاية تبسة تسببت اولاهما في إصابة أربعة من رجال الشرطة القضائية كانوا على متن سيارة، والثانية ألحقت أضراراً مادية بشاحنة عسكرية تمكن أفرادها من النجاة. وتمكنت قوات الأمن من القضاء صباح أول من أمس على خمسة مسلحين على الطريق السريع بين البليدة والجزائر عندما كانوا يغادرون منطقة أولاد يعيش على متن سيارة. وفي السياق نفسه، كشفت جريدة "الخبر" امس ان المدعو عمر شيفي المعروف باسم عمر زيرير احد المؤسسين التسعة للجماعة الاسلامية المسلحة سلم نفسه أخيراً لقوات الجيش. وكان شيفي ضمن مجموعة عبدالحق العيادة المحكوم عليه بالإعدام والموجود في سجن السركاحي حالياً.
