تختتم اليوم الحملة الرسمية لانتخابات الرئاسة في الجزائر. وفيما واصل المرشحون السبعة عرض برامجهم وحض الناخبين على المشاركة في الاستحقاق، سجلت المصادر الصحافية الجزائرية "اقبالاً متواضعاً" لدى الجزائريين في الخارج على الصناديق. ويتخوف مرشحون من استمرار هذه الظاهرة، خصوصاً داخل الجزائر، إذ أن الإقبال الكثيف وحده يجعل ممكناً حصول الدورة الثانية من الانتخاب نهاية الشهر، وإلا قد تحسم المعركة في الدورة الأولى بعد ثلاثة أيام، ربما لمصلحة السيد عبدالعزيز بوتفليقة. راجع ص5 وفي حين ركز منافسو بوتفليقة، في اليومين الماضيين، على ضرورة حياد الإدارة، ردت وزارة الاعلام على الشكاوى التي وجهها المرشحون الأربعة السادة أحمد طالب الإبراهيمي ومولود حمروش وحسين ايت أحمد وعبدالله جاب الله في شأن التغطية الرسمية للحملة الانتخابية. وفيما لا تزال الانتقادات العنيفة توجه إلى رئيس حركة مجتمع السلم السيد محفوظ نحناح لائتلافه مع أحزاب جبهة التحرير والتجمع الوطني والنهضة في تأييد بوتفليقة وتغليب كفته، نقلت صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، عن "مصادر قريبة من السلطة" ان حكومة السيد إسماعيل حمداني ستستمر في مهماتها، على الأقل في الأشهر الثلاثة المقبلة، أي إلى ما بعد استضافة الجزائر القمة الافريقية منتصف تموز يوليو المقبل. وأضافت ان هذا الاحتمال يصبح حتمياً في حال فوز بوتفليقة. وقالت الصحيفة ان الأحزاب الأربعة التي تسيطر على غالبية برلمانية واسعة "رغبت في أن تستبق على طريقتها قضية أجهزة الدولة والسلطة وكيفية تشكيلها". وكان الإبراهيمي اعتبر في خطاب ألقاه مساء أول من أمس في قاعة الأطلس في باب الواد "أنه في مقابل حياد الجيش وحياد الأمن والدرك الوطني، لم تكن الإدارة محايدة وانحازت إلى مرشح معين". وحذر المواطنين الذين غصت بهم القاعة، ومعظمهم من الشباب، من "خفافيش الليل الذين لهم ألف حيلة للتزوير"، داعياً الشباب الجزائري إلى "التفكير في تحويل الصحراء الجزائرية إلى كاليفورنيا جديدة"، وهو التصريح الذي هز القاعة نفسها عندما أطلقه عباسي مدني في 1990، كما لاحظت صحيفة "اليوم". وفي الإطار نفسه كرر حمروش الذي يختتم حملته اليوم في العاصمة ان "الانتخابات اختيار يتم عن طريق حرية تعبير المواطنين"، محذراً من "ان التزوير يحمل البلاد عواقب وخيمة". وأضاف، في إشارة إلى ائتلاف الأحزاب الأربعة: "لا يمكن لأي شخص التصرف في أصوات الناخبين"، مشدداً على رغبة الغالبية في التغيير. وقال: "من دون تغيير جذري لن يكون أي تحسن في الأوضاع العامة للبلاد". ورد وزير الاتصال والثقافة السيد عبدالعزيز رحابي على شكوى من مجموعة المرشحين الأربعة تتعلق بالتغطية الإعلامية للحملة. وأكد "أن تغطية الحملة الانتخابية في وسائل الاعلام العمومية تجري في ظروف مرضية تعالج المواضيع من دون أي تعليق استجابة لشروط الموضوعية". وعن "تقنيات الاتصال" المشكو منها، قال: "ليست لديّ أي رغبة في حصر مهمتي في مراقبة التقنيات والحيل". وجاء في كشف نشرته "المؤسسة الوطنية للتلفزة" انه منذ انطلاق الحملة الرسمية في 25 الشهر الماضي وحتى التاسع من هذا الشهر، استفاد الإبراهيمي من تغطية تلفزيونية مدتها 29.43 دقيقة، ومقداد سيفي 28.42 وحمروش 47.41 وبوتفليقة 23.38 ويوسف خطيب 36.37 وجاب الله 09.33 وحسين ايت أحمد 19،31.