أكد رئيس الجمهورية اللبنانية أميل لحود امس "ان الاحتلال الاسرائىلي سائر نحو الزوال لا محالة"، معتبراً "ان القضية الوطنية الكبرى هي الجنوب والبقاع الغربي وأهلهما الصامدون في وجه الاحتلال، وان تحريرهما منه شغل الدولة الشاغل. ففي الذكرى السنوية الثالثة للمجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا، زار لحود البلدة الجنوبية واستقبله رؤساء بلديتها والبلديات المجاورة والمختارون وذوو الشهداء والاهالي وتوجه فور وصوله الى مقبرة الشهداء ووضع اكليلاً على أضرحتهم. واجتمع مع الاهالي وتحدث اليهم مؤكداً "ان اللبنانيين لن ينسوا هول المجزرة الاسرائىلية وفظاعتها وهي ستبقى حية في ذاكرة الوطن ووجدان الاجيال المقبلة وفي ضمير الانسانية". واضاف لحود "ان الشهداء والابرار ومن سقطوا أو أصيبوا افتدوا بأرواحهم وبأعز ما يملكون الوطن بأسره وان تضحياتهم الغالية حافزاً للشعب اللبناني بأكمله على ضرورة تمتين الوحدة الوطنية وترسيخ الصمود في وجه اعتداءات العدو الاسرائىلي والانطلاق في ورشة بناء مؤسسات الدولة والوطن وارساء دولة العدالة والقانون". وقال "ان القضية الوطنية الكبرى هي الجنوب والبقاع الغربي واهلهما الصامدون في وجه الاحتلال الاسرائيلي وان تحريرهما منه هو شغل الدولة الشاغل والهمّ الاساس الذي تتركز عليه كل الجهود". ودعا الاهالي الى "الاستمرار في وقفتهم الصامدة والأبية والمشرّفة التي تمرّسوا عليها في وجه العدو واعتداءاته"، مشدداً على "ان الدولة باجهزتها جميعاً لن تألوا جهداً في مساعدتهم وتعزيز جهودهم في وجه الممارسات العدوانية الاسرائىلية". وحيا رئيس الجمهورية "الوقفة الأبية للجيش اللبناني الذي تسهر وحداته الباسلة على طول جبهة المواجهة مع العدو دفاعاً عن الارض وصوناً لكرامة الشعب والوطن". وأشاد ب"المقاومة البطلة والشجاعة التي تنطلق من حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال، هذا الحق الذي تكرسه كل الاعراف والمواثيق الدولية" وحيا "تضحيات المقاومة الكبيرة في سبيل تحرير الارض، والتي اربكت العدو ووضعته في موقف حرج". واضاف "اننا لسنا وحدنا في المعركة، واننا مع الشقيقة سورية نقاتل معاً ونضحي معاً في سبيل حقوقنا المشروعة". وشدد على "تلازم المسار والمصير مع سورية وعلى العمل بكل السبل المتاحة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي والجولان وتحقيق السلام الشامل والعادل". وختم "بتوجيه التحية الى الشهداء والمقاومين والصامدين في ارضهم في القرى والبلدات الواقعة تحت الاحتلال"، مؤكداً "ان الدولة اللبنانية هي دولتهم ولن تنساهم وان الاحتلال سائر نحو الزوال لا محالة"، ومعاهداً على "ان تبقى الدولة عيناً ساهرة عليهم وهذا حق لهم عليها وواجب عليها تجاههم وستلتزمة بكل ما أوتيت من إمكانات". و"دعماً للمقاومة وتعزيزاً للصمود الشعبي في مواجهة الاحتلال الصهيوني"، عقد في قصر الاونيسكو امس "مؤتمر وطني" بدعوة من القوى والاحزاب اللبنانية، رعاه الرئيس لحود ممثلاً بوزير الاعلام والمهجرين أنور الخليل، وحضره ممثلا رئيسي المجلس النيابي والحكومة النائب مروان فارس ووزير الاصلاح الاداري حسن شلق، وشخصيات سياسية وحزبية ونقابية وديبلوماسية لبنانية وعربية. والقى الخليل كلمة الافتتاح باسم لحود، تحدث فيها عن "ممارسات الحكومات السابقة التي ساهمت الى حدّ كبير في استنزاف الحال العام". وقال "سعياً الى الانقاذ والغيير كانت الموازنة الجديدة التي تعتبرها الحكومة أولى خطوات تغيير مسار السياسات المالية السابقة والسلبيات الهائلة التي أحاطت بالموازنات السابقة". وتابع "كنا واضحين منذ اللحظة الاولى لتولينا رئاسة الدولة في التأكيد ان المدخل الحقيقي والوحيد الذي يؤدي الى إصلاح أحوال الدولة وتمكينها من أداء واجبها حيال المجتمع، هو بناء دولة القانون والمؤسسات في ظل النظام الديموقراطي البرلماني، فلا مستقبل لأحد في هذا البلد، حاكماً كان أم محكوماً، إلا بقيام دولة القانون والمؤسسات". وتحدث الخليل عن "دعم المقاومة والصمود في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهو في طليعة اهتمامات العهد والحكومة والشعب اللبناني". وأكد "ان تحرير الارض اللبنانية هو القضية الوطنية الكبرى وان مقاومة المحتل حق وواجب حتى تطبيق القرار الدولي الرقم 425". واضاف "ان ملف السلام سيبقى التعاطي معه من خلال وحدة المسارين اللبناني والسوري". ولفت الى "إننا في صدد الاعداد لخطة إنمائية شاملة للجنوب من شأنها تعزيز صمود ابنائه وتشبثهم بالبقاء في أرضهم. وسنعمل على تنفيذها ضمن ما سيتاح لنا من إمكانات مالية"، والى "ان قضية الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال ومعتقلاته ستبقى محور اهتمامنا ومتابعتنا المتواصلة للإفراج عنهم، وسنحرص على رعاية شؤونهم وعائلاتهم وشؤون المحررين منهم". وان "الدولة في صدد إتخاذ الاجراءات المناسبة لمساواة ابناء شهداء المقاومة بأبناء شهداء الجيش، وقد أعطينا توجيهاتنافي هذا الشأن الى الجهات الرسمية المعنية، لنؤكد عزمنا تعزيز مسيرة المواجهة والمقاومة الوطنية في وجه الاحتلال". وشدد على "ان التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر ستكون موضع عناية واهتمام أكيد من الدولة". وتحدث ايضاً الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، فحيا حركة المقاومة الاسلامية، داعياً الى "تنسيق خطط الدول العربية لتحقيق التعاون على مختلف الصعد". وتكلمت ايضاً شخصيات اخرى أجمعت على "دعم المقاومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال". وسيستمر المؤتمر ثلاثة ايام.