بلغراد - رويترز - حذر اقتصاديون، قبل أن يبدأ حلف شمال الاطلسي في قصف يوغوسلافيا من حدوث تضخم جامح اذا لم تحل أزمة كوسوفو سريعاً، وتنتهي اعوام من العقوبات الدولية. ولكن بعد اسبوعين من الهجمات الجوية، والهجوم العسكري الكاسح في كوسوفو، لم تتحرك الاسعار حتى على رغم اندلاع الحرائق في أجزاء كبيرة من البنية العسكرية والصناعية في يوغوسلافيا. والتفسير بسيط. فيوغوسلافيا تتبع اقتصاد حرب. وأعلنت بلغراد أنها في حال حرب، وتم تثبيت الاسعار والحد من التجارة الخارجية وفرضت ضريبة حرب. وفرضت حصص صارمة لاستهلاك الوقود، واختفى تجار السوق السوداء الذين يهربون الوقود عبر الحدود، كما كانوا يفعلون ابان الحظر الذي فرض على الوقود اثناء حرب البوسنة 1992 - 1995. وتوقفت عمليات الاتجار في العملة الاجنبية التي كانت تجري في المتاجر والمطاعم على نواصي الشوارع. وأصبحت البطاقات التي توزع على السكان لكي يحصلوا بمقتضاها على البنزين من العادات اليومية في البلاد، وقد تصدر بطاقات لتوزيع سلع أخرى على رغم أن معظم السلع ما زالت متوفرة حالياً. وقال دراغسولاف افراموفيتش الرئيس السابق للبنك المركزي الذي حال دون وقوع تضخم جامح في يوغوسلافيا اثناء حرب البوسنة ان القيود الصارمة المفروضة الآن مكنت الحكومة من تفادي اللجوء الى طبع النقود. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "غلاس يافنوستي" اليومية التي تصدر في بلغراد: "اذا راقبنا الاجراءات التي اتخذت يمكننا أن نتوصل الى أن الحكومة تتحرك في اتجاه اقتصاد حرب". وفي أحدث اجراء قالت صحيفة "بوليتيكا" الناطقة باسم الحكومة في عدد الجمعة ان اندماجاً وقع بين 23 مصرفاً. وأضافت أن ميلينا اريزينا رئيسة المحكمة الاقتصادية في بلغراد قررت دمج 22 مصرفاً مع بنك "بيوغرادسكا" الذي يديره بوكا فوسيتش الحليف الوثيق للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. ومضت الصحيفة اليومية تقول ان الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش أصدر مرسوماً الخميس يمكن وزارة الداخلية من اعتقال كل من يتلاعب في الاغذية وأي سلع أساسية أخرى. وأصبحت الاستثمارات ايضا محدودة، خصوصاً في الانتاج العسكري والادوية والزراعة وتربية الماشية. واقتصاد الحرب يرتبط عادة بدول الكتلة السوفياتية السابقة الا أن الالمان كانوا أول من اخترعه اثناء الحرب العالمية الاولى واتبعوه مرة اخرى في عهد هتلر والرايخ الثالث. وطبق البريطانيون والاميركيون ايضا سياسة اقتصاد الحرب اثناء الحرب العالمية الثانية. وحققوا نجاحاً في التزام مواطنيهم ومساندتهم للحرب وثقتهم في عملتهم.