عاد "الجنرال طقس" يعمل في خدمة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. فالغيوم فوق البلقان منعت تنفيذ ثلاثة أرباع الطلعات الجوية التي كان حلف شمال الاطلسي قررها مما دفع الى استخدام صواريخ "كروز". وقدم الناطق باسم الحلف جيمي شي حصيلة الأيام الماضية من القصف، مشيراً الى تدمير 150 موقعاً صربياً ومضيفاً ان الهدف الذي تحقق هو "تجميد القوات الصربية في كوسوفو" راجع ص6 و7. الا ان الوقائع عاكست هذا التفاؤل. اذ اقدمت بلغراد، امس، على اعادة فتح حدودها مع البانيا ومقدونيا طاردة آلاف اللاجئين نحو هذين البلدين. والى ذلك شهدت الحدود مع البانيا اشتباكات عسكرية متقطعة بحجة مطاردة "جيش تحرير كوسوفو" وفي حين اتهمت تيرانا بلغراد بمحاولة توسيع الحرب ردت السلطات العسكرية في يوغوسلافيا محذرة البانيا من السماح لجيش التحرير بالعمل من اراضيها لأن "هذه الافعال تهدد باحتمال تصعيد الحرب في البلقان". وتراجعت حدة التوتر بين روسيا والدول الغربية مع انعقاد اجتماع سياسي للدول الثماني وهو الاجتماع الذي خرج منه نائب وزير الخارجية الروسي جيورجي ماميدوف ليشير الى تفاؤله بسماح بلغراد لقوة دولية ان تضمن عودة اللاجئين والاتفاق السياسي. وسمح هذا "الانفراج" لوزير الخارجية الألماني، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، يوشكا فيشر ان يصرّح باقتراب انعقاد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية للدول الصناعية السبع الأكثر تقدماً بالاضافة الى روسيا. غير ان "انفراجاً" مماثلاً لم يحصل في ما يخص مصير الجنود الاميركيين الاسرى في بلغراد. فلقد انهى الرئيس القبرصي سبيروس كيبريانو مهمته امس عائداً الى نيقوسيا معترفاً بفشل مهمته ورافضاً تحميل اي من الطرفين المسؤولية. ونقل عن ميلوشيفيتش قوله له "في كل مرة اقوم بخطوة لاظهار حسن نيتي يزداد القصف شدة... ان بامكاني طمأنتكم الى اننا نريد السلام لكننا لسنا متأكدين أن الطرف الآخر يريده أيضاً". وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استبق الاعلان عن هذا الفشل بقوله، على هامش لقائه مع ضيفه رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا ازنار، "ان استراتيجيتنا جيدة والقصف فعّال". وأضاف "ان كل الخيارات قيد الدرس وان كان تدخل القوات البرية يثير صعوبات كبيرة". وفي ما يخص هذا الموضوع الاخير يفترض بالانظار ان تتجه، مع بداية الاسبوع المقبل، الى واشنطن حيث ينهي الكونغرس عطلته ويعاود العمل. ومعروف ان قضية احتمال التدخل البري مطروحة لديه ويرفع لواءه عدد من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مواجهة عدد آخر يتخوف منه ويصرّ على اشراك الهيئات التشريعية في أي خطوة يمكن الادارة الاميركية ان تقدم عليها.