قررت دول الاتحاد الأوروبي فرض حظر على استثماراتها الجديدة في يوغوسلافيا وتجميد أرصدة حكومة بلغراد في مصارفها بسبب الاعتداءات التي يتعرض لها السكان الألبان في اقليم كوسوفو. وأعلن وزراء الخارجية الأوروبيون في اجتماعهم في لوكسمبورغ أمس الاثنين ان المفوضية الأوروبية ستقدم بسرعة الاقتراحات الضرورية لتنفيذ هذا القرار و"سيظل الاتحاد مستعداً لممارسة الضغط على بلغراد في اجراءات أخرى إذا لم تتوقف عن الاستخدام المفرط للقوة في كوسوفو، ولم تتخذ الترتيبات الضرورية للتقدم في الحل السياسي". وأفاد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد انه "ينبغي ان يكون واضحاً ان استخدام القوات الصربية للدبابات والمدفعية في قصف التجمعات المدنية في كوسوفو يعد أمراً غير مقبول في أوروبا الحديثة". وأضاف ان الحكومة البريطانية تسعى الى الحصول من مجلس الأمن على تفويض يتيح التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو. وأعرب كوك عن أمله في ألا تنفرد روسيا بمعارضة هذه المبادرة. وفي بلغراد، شكك مراقبون في تأثير قرار الاتحاد لأن الاستثمارات الأوروبية ضئيلة في يوغوسلافيا ولا أهمية لها في مجالاتها الاقتصادية، في حين ان أرصدتها في الخارج مجمدة أصلاً باعتبارها تخص إرث يوغوسلافيا الذي لم يبت في أمره، بينما تم منذ شهرين سحب كل ما ليس له علاقة من أموال بهذا الإرث. يذكر ان دول مجموعة الاتصال الدولية باستثناء روسيا، اتخذت قراراً منذ شهرين في شأن وقف الاستثمارات في يوغوسلافيا وتجميد الأرصدة، لكن جرى صرف النظر عنه إثر بدء المفاوضات بين حكومة بلغراد وممثلي ألبان كوسوفو في أعقاب وساطة المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك. من جهة أخرى، بدأ وزراء خارجية دول البلقان أمس اجتماعاً في مدينة اسطنبول للبحث في التعاون الاقليمي والأزمة في كوسوفو، ويشارك في هذا الاجتماع الذي يستمر يومين وزراء من ألبانيا وبلغاريا واليونان ومقدونيا ورومانيا وتركيا ويوغوسلافيا بينما تحضر البوسنة وكرواتيا بصفة مراقب. وأفاد ناطق باسم وزارة الخارجية التركية ان كوسوفو "ستكون بالتأكيد على جدول أعمال الاجتماع على الرغم من معارضة يوغوسلافيا". الى ذلك، وافق الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على السماح لمراقبين ديبلوماسيين أجانب بدخول اقليم كوسوفو ومتابعة التطورات فيه. وذكر تلفزيون بلغراد ان هذا القرار جاء بعد مفاوضات اجراها ميلوشيفيتش مع السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي يتولى التنسيق في شأن المفاوضات بين الحكومة الصربية وممثلي ألبان كوسوفو. ويشمل السماح ممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدة في بلغراد كافة. وذكرت مصادر ديبلوماسية في بلغراد أنه بدأ أمس تنفيذ هذا الاتفاق وشرع ممثلون أميركيون بالتجول في كوسوفو.