اعترف المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك بعمق الهوة بين الطرفين الصربي والألباني في شأن مشكلة كوسوفو وحذر من تصاعد جديد للعنف في الاقليم. جاء ذلك في وقت جددت بلغراد اتهامها لكل من ألبانيا والمانيا بتشجيع الحركة الانفصالية في كوسوفو ودعم المقاتلين الألبان. في غضون ذلك اختتم الاربعاء ممثلون عن 50 دولة ومنظمة عالمية مؤتمراً في مدريد لمناقشة "تنفيذ عملية السلام في البوسنة"، وأصدروا اعلاناً حض الأطراف البوسنية على "التعاون في اتخاذ اجراءات تعزز تطبيق ما ورد من بنود في اتفاق دايتون الذي أنهى الحرب قبل 3 سنوات". ودعا الى "تشكيل قوة شرطة متعددة الأعراق استعداداً لمغادرة قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي البوسنة منتصف العام المقبل". وأكد المؤتمر على "ضرورة اتخاذ اجراءات توفر الضمانات اللازمة لعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم". وواصل الخبير الأميركي بمشاكل منطقة البلقان ريتشارد هولبروك أمس، ولليوم الثاني على التوالي جولاته المكوكية بين بلغراد وبريشتينا في مهمة وصفها في تصريح له بأنها "تسعى الى منع عودة المواجهات العنيفة الى اقليم كوسوفو". وأضاف بعد اجتماعه مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والزعيم الألباني ابراهيم روغوفا "ان الوضع خطير جداً وينبغي العمل لتقريب شقة الخلاف بين الطرفين قبل ان يتدهور الوضع من جديد". وفسر مراقبون تصريح هولبروك بأنه يعني الخلافات الكبيرة في شأن مستقبل الاقليم بين الصرب والألبان التي كانت السبب الرئيسي لفشل خطة الوسيط الأميركي كريستوفر هيل لانهاء أزمة كوسوفو من خلال حل وسط يبقي الاقليم داخل يوغوسلافيا مع تمتعه بقدر كبير من الاستقلال الذاتي. واستدعت الخارجية اليوغوسلافية القائم بأعمال السفارة الالبانية في بلغراد وسلمته مذكرة احتجاج شديدة "على تغاضي الحكومة في تيرانا عن 16 حادث تسلل كبير منذ تشرين الأول اكتوبر الماضي آخرها الاسبوع الجاري لأشخاص مع أسلحة من أراضيها الى كوسوفو". واعتبرت المذكرة هذه الحوادث بأنها "تشكل دعماً متعمداً من البانيا للانفصاليين في كوسوفو وتدل على أن هذه الدولة المجاورة أصبحت قاعدة لتدريب الارهابيين وتسليحهم وادخالهم الى الأراضي اليوغوسلافية ما يمثل انتهاكاً للأعراف والقرارات الدولية". الى ذلك، اعلن فيلق كوسوفو للجيش اليوغوسلافي ان وحداته تواصل تمشيط المنطقة الحدودية الى الغرب من مدينة بريزرين الجنوبية "لملاحقة بقايا 140 ألبانياً تسللوا الى الاقليم الاثنين الماضي