أدخل اعلان ائتلاف الاحزاب الجزائرية الأربعة جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني، النهضة، حركة مجتمع السلم معطى جديداً الى المعركة الرئاسية من شأنه ان يقلب الاوضاع لمصلحة المرشح السيد عبدالعزيز بوتفليقة، ربما من الدورة الأولى. ويقول المسؤولون في المداومة المركزية لبوتفليقة ان مجرد جمع الأرقام يعطي الأمل بفوز مرشحهم من الدورة الأولى، بحصوله على نسبة تتجاوز 50 في المئة من مجموع عدد المقترعين. وفيما بدأ الجزائريون في الخارج عملية الاقتراع امس تدخل الحملة الانتخابية في الداخل مرحلتها النهائية غداً. ويواصل المرشحون الستة، وهم الى بوتفليقة الدكتور أحمد طالب الابراهيمي والسيد مولود حمروش والسيد مقداد سيفي ويوسف خطيب والشيخ عبدالله جاب الله، وممثلو زعيم جبهة القوى الاشتراكية السيد حسين آيت احمد الموجود في سويسرا لتلقي العلاج، الحملة الانتخابية على امل كسر المعادلة الجديدة التي ادخلها اعلان ائتلاف الاحزاب الأربعة. راجع ص 5 ووصفت صحف جزائرية امس الائتلاف بأنه سيكون الائتلاف الحكومي في المرحلة المقبلة، وربما حتى الانتخابات التشريعية بعد سنتين، علماً ان بوتفليقة تعهد عدم حل المجلس النيابي الحالي. وكان لافتاً امس ان صحيفة "ليبرته" الناطقة بالفرنسية نقلت عن "مصادر مطلعة" ان استطلاعاً عرفت نتائجه مطلع الشهر يفيد ان بوتفليقة سيتقدم المرشحين في الدورة الأولى بحصوله على 40 في المئة من اصوات المقترعين. وسألت "الحياة" قريباً من بوتفليقة عن هذا الرقم فأجاب بتحفظ انه النسبة التي يفكرون فيها. وإذا اضيفت اليها النسبة التي تؤيد زعيم حركة مجتمع السلم السيد محفوظ نحناح، وهي لا تقل عن اي حال عن 10 في المئة، سيكون احتمال فوز بوتفليقة مرجحاً جداً في الدورة لأولى، كما علق المسؤول في مداومته، وقال هذا المسؤول ان عملية حسابية بسيطة تؤكد هذا التوقع. كذلك نشرت صحيفة "اليوم" الناطقة بالعربية امس استطلاعاً في صفوف الطلاب اظهر ان 42.08 في المئة منهم يؤيدون بوتفليقة و25.27 الابراهيمي و18.91 حمروش و6.38 جاب الله و4.83 آيت احمد و1.78 سيفي و0.75 الخطيب. وعلق منافسو بوتفليقة على دعم الائتلاف الحزبي له، معتبرين ان قيادات هذه الاحزاب "زورت" رغبة القواعد في حصول تغيير في السلطة. وقال الابراهيمي في هذا الصدد ان على السلطة الحالية "ان تدع الشعب يختار والا تضع مرشحها في المرادية القصر الرئاسي وتوفر على الخزينة 400 مليار سنتيم"، اي ما يعادل 40 مليون دولار. واعتبر حمروش ان هذا الائتلاف الحزبي "يعني ان هناك كثيرين يخافون من التغيير... وربما هو تزوير" قبل الاقتراع. ويرد القريبون من بوتفليقة على مثل هذه الاتهامات بالتشديد على ان مصلحة مرشحهم تقضي باجراء "انتخابات حرة ونظيفة"، لأن الرئيس المقبل كي "يكون قادراً على العمل عليه ان يتسلح بالشرعية الانتخابية والشعبية" غير المطعون فيها. ويعتبر هؤلاء ان الكلام الكثير عن التزوير يظل حججاً انتخابية، ما دامت شخصيات اساسية في الجزائر لها صدقيتها المحلية والخارجية قبلت دخول المنافسة ولا تزال مستمرة فيها، وما دام لجميع المرشحين مراقبون في عمليات الاقتراع والفرز وإعلان النتائج.