أكد رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص "ان المناطق المحتلة هي الجرح النازف في قلب الوطن وواجب الدولة حيال المواطنين فيها، أن تدعمهم بكل أسباب الصمود لأن صمودهم صمود الوطن في مواجهة عدو غاشم يستهدف سيادته وحريته على أرضه وعروبته وحقه في مستقبل زاهر". وتطرق، اثناء افتتاحه المؤتمر الثاني للهيئة الوطنية لدعم المنطقة المحتلة، الى "ما يتعرض له ابناء المنطقة المحتلة على يد العدو من تشريد للعائلات الى تخريب للأرزاق واعتقال للشباب والتنكيل بالآمنين وقطع وسائل الإتصال بينهم وبين أنسبائهم في المناطق المحررة". وقال "ان واجب الدولة رعاية شؤونهم إن لم يكن مباشرة فعن طريق المؤسسات الدولية، من خلال العمل على الإفراج عن الأسرى والمعتقلين ورعاية شؤون عائلاتهم ما داموا في الأسر ومدّ يد العون الى الصامدين في الأرض المحتلة". وأضاف "ان الحكومة اللبنانية لن تألو جهداً في تقديم كل الخدمات الممكنة اضافة الى العمل الدؤوب لتحرير تلك المناطق من الإحتلال، وذلك لا يكون إلا بتنفيذ القرار الدولي الرقم 425". وقال الحص "ان لبنان يرسم في سياسته الثابتة خطاً واضحاً بين مطلب التحرير واحتمال التسوية، فالإنسحاب الإسرائيلي مطلوب في كل الأوقات ومن دون قيد او شرط بموجب القرار الرقم 425، اما التسوية ومع التزام لبنان مسيرتها مبدئياً، فانه على غير استعداد لخوض غمارها إلاّ في اطار وحدة المسارين اللبناني والسوري". وأكد "ان ثوابت الموقف اللبناني أن لبنان بأسره، حكومة وشعباً، يدعم المقاومة ما دام هناك شبر واحد تحت الإحتلال". وفي هذا الإطار وتضامناً مع أهالي شبعا وحاصبيا وإبل السقي، عقد لقاء وطني نيابي وديني وشعبي حاشد في مركز تجمع اللجان والروابط الشعبية، طالب الدولة "بالتحرك سريعاً لتأمين عودة المبعدين في ظل قوات الأممالمتحدة وإطلاق تحرك في المحافل العربية والدولية لطرح قضية الإبعاد في إطار الإنتهاكات الإسرائيلية". ودعا مجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الى اجتماع طارئ لاتخاذ قرارات واضحة في هذه القضية، مطالباً "بإقامة مخيم للمبعدين في اقرب النقاط لقراهم وبتحرك سريع للدولة حيال العائلات في سبيل تأمين احتياجاتهم المعيشية". وقرر اهالي شبعا، بعد اجتماع امس، "عدم التجاوب مع اي طلب استدعاء من القوات الإسرائيلية وقوات "الجنوبي" الى مراكز الأمن التابعة لها. وعمّموا القرار عبر مكّبرات الصوت داعين الى "عدم الإستجابة مهما كلّف ذلك من تضحيات". الى ذلك، أغلقت قوات الإحتلال أمس معبر زمريا في القطاع الشرقي في الإتجاهين وسيّرت دوريات كثيفة داخل حاصبيا وشبعا وعلى امتداد الطريق بين حاصبيا ومرجعيون، وأقامت حواجز ثابتة ومتنقلة على الطرق المؤدية الى قرى العرقوب وأخضعت المواطنين للتفتيش. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية ان قوة من "الجنوبي" تمكنت من إبطال مفعول سبع عبوات ناسفة واكتشاف وسائل قتالية مختلفة في بلدة رب ثلاثين المحتلة. وأوضحت "ان المقاومة أطلقت خلال تفكيك العبوات عدداً من قذائف الهاون على البلدة انطلاقاً من بلدة مجدل سلم".