إستمر أمس الحديث عن احتمال انسحاب إسرائيلي من حاصبيا، استناداً الى التحركات الأمنية والعسكرية التي تشهدها المنطقة، فيما أكد رئيس الحكومة سليم الحص "ان لبنان لم يتلقَ أي معلومات رسمية من الجهات المعنية عما تنويه إسرائيل". وقال "اذا قامت بهذا الإنسحاب فهذا شأنها، لأن لبنان أعلن تمسكه بالقرار الدولي الرقم 425 ووجوب تنفيذه من دون قيد او شرط، وحتى الآن لم تتبلغ وزارة الخارجية اي شيء عن هذا الإنسحاب". ونفى مسؤولون كبار ل"الحياة" ان تكون اي من الدول الكبرى التي تتولى ابلاغ لبنان عادة رسائل او معلومات، نقلت اليه اي اشارة في هذا الصدد، فيما نقل سياسيون لبنانيون عن ديبلوماسيين أميركيين نفيهم علمهم بأي نية لانسحاب اسرائيلي جديد، من حاصبيا او غيرها واستبعادهم اي خطوة قريبة في هذا الصدد. وفي معلومات "الحياة" الميدانية من منطقة حاصبيا ان عدد الجنود الإسرائيليين فيها لا يتججاوز المئة، بينهم نحو 20 رجل استخبارات، وان "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل واصل اقفال معبر زمريا بين المناطق المحتلة والمحررة، الأمر الذي ترك استياء في صفوف المواطنين. وسمح، في حالات نادرة، للمواطنين بالخروج من المنطقة عبر بوابتي كفرتبنيت وبيت ياحون، في وقت شهدت المنطقة امس انتشاراً امنياً كثيفاً، شارك فيه عناصر من قوات الإحتلال بلباس مدني. وتحدثت المعلومات ايضاً عن منع مواطنين من مغادرة منازلهم، وقالت ان حال الإرباك بدت واضحة على عناصر "الجنوبي" بعدما تبلغوا معلومات ان قوات الاحتلال لم تستطع تأمين منازل لهم في بلدتي مرجعيون والقليعة لينتقلوا اليها في حال الإنكفاء العسكري الإسرائيلي من حاصبيا. وترددت معلومات في الشريط المحتل ان قائد "الجنوبي" اللواء انطوان لحد، غادره الى داخل اسرائيل احتجاجاً على نية الانسحاب من حاصبيا، وأنه عقد لهذه الغاية اجتماعات مع مسؤولين اسرائيليين سربوا انه يخضع لفحوصات طبية في احد المستشفيات. لكنه عاد أمس إلى مرجعيون. ونفت المعلومات ما أشيع أن اسرائيل في حال انسحابها من المنطقة، ستبقي عليها غطاء جوياً لحماية مواقع "الجنوبي"، وأضافت انها ستتعامل مع القضية، كما تعاملت مع قضية جزين، أي أنها ستخير عناصر "الجنوبي" بين الإنسحاب، على أن تؤمن لهم داخل الشريط المحتل مساكن، أو البقاء وتحمل مسؤولية ما سيترتب على ذلك. وذكرت مصادر امنية في "حزب الله" ل"الحياة" ان عناصر من الجيش الاسرائيلي وقوات لحد قطعوا بعض الطرق في حاصبيا ومنعوا المارة من العبور من خلالها الى مرجعيون، مستبعدة اعادة فتح معبر زمريا، ومتوقعة ان يعتمد الاسرائيليون معبر زغلة - ميمس، بديلاً منه لاحقاً. وعن مدى جدية الانسحاب من حاصبيا، قالت المصادر "ان الاحتلال يجمع قواته على اطراف حاصبيا في اتجاه مرجعيون، خصوصاً انه اخلى مواقع اساسية". ولفتت الى "امكان تزامن الانسحاب من حاصبيا في حال حصوله مع انسحاب مماثل من الريحان والعيشية وكسارة العروش". وأشارت الى "ان الإستعدادات الميدانية توحي بحصول انسحاب لم يتحدد موعده، وأن معلومات الحزب تعزز الاعتقاد انه سيحصل عاجلاً ام آجلاً". وذكرت مصادر امنية لبنانية رسمية ل"الحياة" ان التحركات الميدانية تدل الى ان اسرائيل ستخلي حاصبيا وأن المعلومات لديها "تتطابق مع التي كنا نحصل عليها قبل مدة من الانسحاب الاسرائيلي من جزين". ونفى الناطق باسم قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان تيمور غوكسيل ان تكون لديه معلومات عن الانسحاب، مشيراً الى ان "لا شيء على الارض يدل الى حصوله في وقت قريب. ولكن في مقدور اسرائيل التي أخلت القسم الأكبر من حاصبيا ان تقوم بذلك".