عاد موضوع تبادل اشلاء جنود اسرائيليين قتلوا في عملية انصارية الفاشلة العام الماضي بمعتقلين في السجون الاسرائيلية الى الواجهة مجدداً. وقال رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي في لبنان جان جاك فريزار انه سلّم رئيس الحكومة رفيق الحريري رسالة تتعلق بتبادل الاشلاء، وانه تسلم منه رسالة جوابية. ورفض فريزار، بعد لقائه الحريري في القصر الحكومي، الافصاح عن مضمون الرسالتين مكتفياً بالقول ان مهمته تتطلب وقتاً طويلاً وهي ليستوسئل عن وجود علاقة بين الافراج عن احد المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، فأجاب ان "الموضوع لا علاقة له بمهمته والمعتقل اطلق لأنه يعاني امراضاً". وكانت اسرائيل أفرجت امس عن الاسير عبدالكريم محمد عبداللطيف العلي من طرابلس شمال لبنان مواليد 1969 بعد اعتقال استمر 13 عاماً في السجون الاسرائيلية داخل الارض المحتلة. والمفرج عنه اعتقل في 1985 وهو احد عناصر جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. وقد نقل الصليب الاحمر الدولي المفرج عنه الى مقر الجيش اللبناني في صور. الى ذلك، نقلت اذاعة اسرائيل امس عن مصدر امني ان "الرئيس رفيق الحريري يتخذ اجراءات تنطوي على المماطلة في ما خص عملية المفاوضات التي يقودها الصليب الاحمر الدولي". وأضافت انه "يضع شروطاً تعجيزية" محذرة من ان "ذلك قد يمس بالمصالح اللبنانية". على صعيد آخر، اعادت قوات الاحتلال الاسرائيلي فتح معبر زمريا بعد اقفاله ظهر الجمعة الماضي ورافقت ذلك اجراءات امنية مشددة اشرفت عليها عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية. وقد عمدت القوات الاسرائيلية الى مصادرة اجهزة الهاتف الخليوي من المواطنين. كذلك اقدمت عناصر من "جيش لبنان الجنوبي" على قطع خطوط الهاتف في حاصبيا. وأقامت عناصر "الجنوبي" حاجزاً عند مدخل عين قليا في القطاع الشرقي وعملت على التدقيق في هويات المواطنين وأوراق السيارات وأوقفت عدداً من ابناء شبعا وأجبرتهم على العودة الى بلدتهم المحتلة. من جهة أخرى، قصفت القوات الاسرائيلية قبل ظهر امس بلدة سجد والريحان ومزرعة عقماتا بقذائف عدة من دون وقوع اصابات. وفي المقابل اعلنت "المقاومة الاسلامية"، الجناح العسكري لپ"حزب الله" في بيان ان "مجموعة منها هاجمت عند الحادية عشرة قبل ظهر امس دورية مشاة صهيونية قرب موقع سجد بالاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية ما اوقع بين افرادها اصابات مؤكدة". وأضاف البيان: "وبعد ربع ساعة هاجمت مجموعة ثانية قوة صهيونية داخل موقع سجد بالاسلحة المناسبة ومنعتها من مساندة القوة المهاجمة". وأعلنت اذاعة "الجنوبي" ان الجيش الاسرائيلي فكك عبوتين ناسفتين كانتا موضوعتين على حافة الطريق عند معبر كفركلا على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وقد عمدت القوات الاسرائيلية الى اقفال المعبر. لجنة المراقبة وفي مجال آخر، تلتئم اليوم لجنة مراقبة وقف النار المنبثقة من "تفاهم نيسان" أبريل للبحث في أربع شكاوى، واحدة لبنانية وثلاث اسرائيلية. وفي المواقف، اكد الامين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "لا أفق للاحتلال الصهيوني ولا إمكان لبقائه على الارض اللبنانية، وان الافق الوحيد أمامنا هو الانتصار والتحرير". وأضاف في افطار سوق الروشة الجديدة بدعوة من اهالي "الشريط الحدودي المحتل" حضره رئيس وأعضاء كتلة "الوفاء للمقاومة" وفعاليات من المنطقة المحتلة والعرقوب وحاصبيا ووفد من لقاء مار روكز برئاسة الاب يوحنا سليم ان "المقاومة بعد كل هذه السنين هي اكثر شباباً وحيوية وتصميماً على متابعة الجهاد والنزف واستنزاف العدو". وأكد نصرالله "رداً على الذين يحاولون تخويف سكان المناطق التي قد ينسحب منها العدو الصهيوني"، ان "سكان المناطق المحتلة هم اهلنا" منبهاً من "الفتن التي قد يحركها العدو وعملاؤه في المنطقة المحتلة ليوجدوا اعذاراً لبقاء الاحتلال فيها". وشدد على "ضرورة التماسك والصمود". من جهته، اكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "المقاومة الاسلامية لا تعنيها كل التحركات السياسية وتصريحات العدو، وقرارها ان تواصل حربها وتسديد ضرباتها لتجبره على الانسحاب ذليلاً وتدفيعه ثمن احتلاله لجنوب لبنان غالياً". وقال: "لن نسمح لهذا العدو ان يتنعم بلحظة اطمئنان على ارضنا، وهذا قرار المقاومة وعهدها، ولن تسمح له ان يلتقط الانفاس لا تحت لافتة القرار الرقم 425 ولا تحت عناوين اخرى". وقال ان "المقاومة لن تلتفت الى الوراء ولا الى التصاريح والكلمات، وموعدنا مع العدو في ساحات المواجهة، ولنا معهم من المواعيد التي سيعرف العدو حينها ان المقاومة اليوم اكثر قوة مما كانت عليه".