تتحرّك السلطات اللبنانية "لمنع اسرائيل من التمادي في عدوانها"، مؤكدة "السعي الى تحرير الارض"، من دون ان تسقط من حسابها إمكان شن اسرائىل عدواناً. فقد أكد رئيس الجمهورية أميل لحود "ان المرحلة الراهنة تقتضي الحيطة والحذر حيال الجنوب كلما اقتربنا من موعد الانتخابات الاسرائىلية ونحن نتحرّك في كل اتجاه لمنع اسرائيل من التمادي في عدوانها". واضاف ان عملية التغيير الداخلي "متلازمة مع السعي الى تحرير الارض"، معتبراً "ان تحصين الساحة في هذه المرحلة من شأنه ان يعزز المواجهة مع العدو الاسرائىلي"، لافتاً الى ان "لبنان استطاع الصمود في ظروف أصعب ولم تؤثر فيه الضغوط الاسرائىلية، لانها متوقعة في ظل الاحتلال". وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال استقباله المبعدين من بلدة شبعا المحتلة انه "لن يألوا جهداً لاعادتهم الى بلدتهم"، متحدثاً عن اتصالات سيجريها على ارفع مستوى لمعالجته هذه القضية. وشدد على "ان هذه الممارسات الاسرائىلية لن تنال من صمود شعبنا وموقفنا الوطني". وقال رئيس الحكومة سليم الحص "ان الحكومة لم تسقط من حسابها إمكان شنّ اسرائىل عدواناً على لبنان ونحن مع تنفيذ القرار 425 ولسنا مستعدين للبحث في اي ترتيبات". لكنه أكد "اننا في المرصاد لكل الاعتداءات ونُجري الاتصالات لوقفها، ولن تثنينا عن مواقفنا المبدئية بالنسبة الى الاحتلال". وأثار الحص موضوع الجنوب مع السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد الذي قال ان واشنطن "قلقة من احتمال التصعيد والعنف في الجنوب". واضاف "أوضحنا وسنستمر في التوضيح على أعلى المستويات ولكل الاطراف المعنيين أهمية تفادي أي اعمال عنف الآن وفي المستقبل تؤدي الى تصعيد في هذه الظروف لان اي تصعيد أو عنف لن يكون في مصلحة اي فريق". وقال الحص ل"الحياة" انه عرض على ساترفيلد عوامل القلق اللبناني من عدوان اسرائىلي على لبنان. ورداً على سؤال ل"الحياة" هل طرح معه الاستهداف الاسرائىلي لمحطة كهرباء وبعض وجوه البنية التحتية قال الحص انه لن يكشف ما دار من تفاصيل معه، كذلك لم يفصح هل أبلغه ساترفيلد عن طبيعة الاتصالات الاميركية من اجل التهدئة. وفي هذا الاطار، أعلن السفير الفرنسي في لبنان دانيال جوانو ان بلاده "تبذل جهوداً ديبلوماسية مكثفة لدى اسرائيل لضبط النفس ووقف اعتداءاتها على الجنوب". ولاحظ ان "اسرائيل بدأت تستهدف بعض البنى التحتية في لبنان وان بلاده تعارض ذلك". واضاف، بعد لقائه الامين العام لوزارة الخارجية السفير ظافر الحسن "عندما تقول فرنسا انها مع سيادة لبنان واستقلاله فهي مع الحفاظ على البنى التحتية فيه". وكشف ان وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين سيثير قضية الاعتداءات الاسرائىلية مع نظيره الاسرائىلي ارييل شارون الذي سيزور باريس الاسبوع المقبل". ودعت صحيفة "تشرين" السورية الى "تحرّك دولي سريع لتطويق مخططات اسرائيل حيال لبنان ووضع حدّ لتهديداتها بتوسيع اعتداءاتها لتشمل المواقع الاقتصادية والخدماتية". ولفت الى ان "نتائج اجتماعات لجنة تفاهم نيسان ابريل دليل كافٍ الى ان اسرائيل هي السباقة الى الاعتداء على المدنيين في لبنان"، محملة اسرائيل المسؤولية عن عملية السلام في المنطقة. وأعلنت صحيفة "هآرتس" الاسرائىلية ان "حزب الله" طوّر القدرة على القصف المدفعي البعيد المدى، واعتبره سلاحاً رادعاً اذا ضربت اسرائيل المدنيين أو البنية التحتية. واضافت "اذا اعتقدت اسرائيل من خلال تهديداتها بانها ستنجح، فستعود الى نقطة البداية التي وصلت اليها خلال العمليتين ضد لبنان عامي 93 و96". وأشادت بقدرات "حزب الله" معتبرة ان ليس هناك من هو مستعد للمراهنة على صمود "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لاسرائيل. وقال القائم بالاعمال الايراني في لبنان محمد ايراني ان التصعيد الاسرائىلي وارد للافادة منه في الانتخابات الاسرائىلية. وفي الاعتداءات، قصفت قوات الاحتلال الاسرائىلي مناطق في اقليم التفاح والبقاع الغربي. وفي المقابل، أعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت تحركات معادية داخل موقع الدبشة وتحركات آلية معادية في موقع سجد بالاسلحة المناسبة وتحدثت عن تحقيق اصابات. وأفرجت قوات الاحتلال عن سبعة مواطنين من بلدة شبعا هم محمود مصطفى دلة ومسلم علي غادر وعلي مركيز وخالد فارس ونضال صعب وطليع غياض وعلي عجاج.