علمت "الحياة" ان الأحزاب الأربعة التي وقعت أول أمس بيانها المشترك مؤيدة المرشح للرئاسة عبدالعزيز بوتفليقة، شرعت أمس في العمل المشترك ميدانياً. لتوسيع الحملة الانتخابية تحت شعار "الاستقرار والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية كقيمة أساسية في المجتمع". وأكدت الأحزاب الأربعة، وهي جبهة التحرير الوطني، حركة مجتمع السلم، التجمع الوطني الديموقراطي وحركة النهضة، في بيانها "حرصها الجماعي على تحقيق المصلحة الوطنية الواضحة والمتفق عليها للخروج من الأزمة". وتسعى هذه الأحزاب التي تشكل 340 نائباً في البرلمان المؤلف من 380 نائباً، الى تحقيق عشرة أهداف تعتبر بمثابة برنامج عمل سياسي مشترك لما بعد انتخابات الرئاسة في 15 الجاري. وهذه الأهداف هي: 1- التشبث بالثوابت الوطنية ومرجعية أول نوفمبر، وأرضية الوفاق الوطني الموقع عليها عام 1994 والتي جاءت بالسيد اليمين زروال رئيساً للجمهورية. 2- تكريس الديموقراطية الحقيقية واحترام حقوق الانسان والحريات العامة والفردية والجماعية ورفع الظلم. 3- التداول السلمي على السلطة واحترام خيار الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة. 4- تمدين النظام السياسي الديموقراطي الجمهوري، وتمكين التعددية الحزبية من دورها في الدولة والمجتمع. 5- اعطاء الأولوية للاستقرار والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية كقيمة أساسية في المجتمع وذلك في اطار القانون. 6- معالجة ظاهرة العنف وانعكاساتها على الدولة والمجتمع. 7- الفصل الحقيقي بين السلطات وتكريس استقلالية القضاء. 8- تحرير المبادرات الاقتصادية والحفاظ على مصلحة الفئات الضعيفة وشرعية الشباب. 9- التشاور الدائم في القضايا المصيرية والكبرى للدولة والمجتمع. 10- استرجاع هيبة الدولة وعزتها في الداخل والخارج وتقوية سيادتها. ووضع موقعو البيان أربعة شروط للعمل المشترك: 1- دعم السيد عبدالعزيز بوتفليقة كممثل لتوجهات هذه الأحزاب. 2- ترقية الائتلاف السياسي وتعميقه ليتحمل مسؤوليته في الدولة، ويتكفل بانشغالات المواطن والمجتمع. 3- فتح الباب لانضمام تيارات سياسية أخرى الى هذا الائتلاف. 4- دعوة الشعب للمشاركة في الانتخابات وإنجاح الاستحقاق الرئاسي الذي يعتبر بداية لاحداث التغيير المنشود. ويلاحظ ان هناك اقتناعاً لدى هذه الأحزاب بأن الرئيس المقبل هو السيد بوتفليقة، وبالتالي، فهي تحاول أن تكرس فوزه في الدورة الأولى. إلا أن هناك تخوفات من منافسه الأقوى الدكتور أحمد طالب الابراهيمي. ويسجل أن هذا البيان المشترك يستند الى المحاور نفسها التي يستند اليها أربعة مرشحين أساسيين هم السادة حسين آيت أحمد، أحمد طالب الابراهيمي، مولود حمروش وجاب الله عبدالله. وهذه المبادئ المشتركة هي: تحقيق المصالحة الوطنية، معالجة العنف وانعكاساته على المجتمع، ضرورة اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتعزيز العمل المشترك. آيت أحمد أكد مصدر في جبهة القوى الاشتراكية ان زعيم الجبهة المرشح للرئاسة الجزائرية السيد حسين آيت أحمد الذي يعالج حالياً في سويسرا، خرج من غرفة العناية الفائقة بعد التحسن الكبير لحاله الصحية. وكرر المصدر ل"الحياة" ان آيت أحمد مستمر في السباق على الرئاسة، بعد إصابته بأزمة قلبية خلال الحملة، معرباً عن الأمل، استناداً الى رأي الأطباء، بأن يعود المرشح الرئاسي الى بلاده عشية الاقتراع المقرر في 15 نيسان ابريل الجاري. ويدرس منظمو الحملة الانتخابية لزعيم جبهة القوى الاشتراكية والذين يتولون بأنفسهم متابعة الحملة في الولايات والمناطق، احتمال تنظيم مهرجان لآيت أحمد، عبر الأقمار الاصطناعية ليتحدث الى مؤيديه قبل الاقتراع. ويتوقع ان يصدر الأطباء في سويسرا، خلال الساعات المقبلة، نشرة طبية توضح الوضع الصحي لآيت أحمد. من جهة اخرى، أكد المصدر ان الرئاسة الجزائرية تولت تغطية نفقات آيت أحمد الى سويسرا في طائرة خاصة، وكذلك نفقات العلاج. وأشاد بهذه البادرة التي وصفها بأنها "طيبة للغاية".