استبعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك "بصراحة" أي فكرة تقضي بتقسيم اقليم كوسوفو، وقال ان العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي "ستستمر بعض الوقت" وانه ينبغي "التحلي بالصبر". وجاء ذلك في حديث أدلى به لدى استقباله أمس ممثلين عن اللجنة الفرنسية لدعم كوسوفو هما: المثقف الفرنسي انطوان غارابون والفيلسوف ألان فنكيلكروت. وقال مصدر فرنسي مطلع ل "الحياة" ان رفض شيراك تقسيم كوسوفو يشكل رداً غير مباشر على تلميح الرئيس الأميركي بيل كلينتون الى أن استمرار رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية سلوبودان ميلوشيفيتش في تعنته قد يؤدي الى الاعتراف باستقلال كوسوفو. وأشار المصدر الى أن الموقف الأميركي إزاء مسألة الاستقلال كان ملتبساً على الدوام وأن واشنطن لم تحدد في أي وقت من الأوقات موقف واضح في هذا الشأن، خلافاً لفرنسا التي طالما أكدت رفضها للاستقلال باعتباره عاملاً قد يؤدي الى زعزعة منطقة البلقان. وعن دعوة وزير الخارجية الالماني جوشكافيشر الى مؤتمر دولي حول البلقان، قال المصدر ان الجانب الفرنسي لم يتلق أي تفاصيل حول هذه الفكرة وأنه لم يسبقها أي مشاورات بين أعضاء مجموعة الاتصال الدولية. وتوقف عند العبارة التي وردت في اقتراح فيشر وأشارت الى أن المباحثات خلال المؤتمر الدولي ستكون "مستوحاة" من اتفاق رامبوييه، للقول بأن هذه العبارة بحاجة الى توضيح، لأنها ضعيفة بالنسبة الى الهدف المعلن وهو حمل ميلوشيفيتش على الاقرار بما تحقق في رامبوييه. وعما اذا كانت الأبواب أغلقت أمام المساعي الديبلوماسية بعد فشل مهمة رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف في بلغراد، قال المصدر ان فرنسا كانت شجعت الروس على القيام بهذا المسعى لكنها كانت مدركة ان أملها ضعيف في النجاح ولم تراهن عليها للتوصل الى حل. وأضاف ان هذا لا يعني أن الأبواب أصبحت مغلقة، إذ أن بريماكوف أبدى عزمه على مواصلة مساعيه لدى بلغراد وفرنسا تشجعه على ذلك. ومضى يقول، انه ما لم يطرأ أي تعديل على موقف ميلوشيفيتش، ليس هناك بديل عن الاستمرار في الضربات العسكرية. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أكدت من جانبها ان المستشار الألماني غيرهارد شرودر "عبّر تماماً عن وجهة نظرنا عندما أكد أن ميلوشيفيتش لا يفسح أي مجال أمام توقف الضربات العسكرية" من جراء استمراره في التصلب. وقالت ان مهمة بريماكوف "كانت صعبة" وأن ميلوشيفيتش "لم يبد أي تجاوب معه". في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي ان 58 في المئة من الفرنسيين يؤيدون مشاركة فرنسا في الضربات العسكرية، لكن 65 في المئة منهم تعتبر ان هذه المشاركة تعبّر عن تبعية حيال الولاياتالمتحدة. كما أشار الاستطلاع الى أن 49 في المئة من الفرنسيين يشكّون في جدوى الضربات العسكرية، في مقابل 42 في المئة يعتبرون انها ستحمل ميلوشيفيتش على التراجع.